فقد لبنان يوم الثلاثاء 13 يناير 2009 الفنان اللبناني منصور الرحباني الذي شكل مع أخيه عاصي الرحباني والفنانة فيروز ثلاثيا اعتبر أسطورة في الموسيقى اللبنانية والعربية. فقد توفي منصور عن عمر 83 عاما بعد معاناة مع المرض لم تمنعه من مواصلة أعماله الفنية حتى مسرحيته الأخيرة "عودة طائر الفينيق" التي ما زالت تعرض حتى اليوم. ومنصور الرحباني المولود في بلدة انطلياس عام 1925 هو واحد من اثنين شكلا في تاريخ الموسيقى العربية ما عرف بالأخوين رحباني حيث كان لهما الدور الأساسي في نقل الأغنية اللبنانية من عصر إلى عصر. فبعد استقالته من عمله في الشرطة اللبنانية وبعد دراسته الموسيقية لسنوات اجتمع منصور الرحباني مع شقيقه عاصي تحت اسم الأخوين رحباني متخطين حواجز الفردية والأنانية ودخلا معا الإذاعة اللبنانية سنة 1945 مزودين بلونهما الفني الجديد. ألف الأخوان رحباني الكثير من الأعمال الفنية منها الاسكتشات التي عرفت تحت اسم "سبع ومخول" وعندما اقترن عاصي الرحباني بنهاد حداد التي عرفت في ما بعد باسم فيروز سنة 1955 شكل الثلاثة معا الثلاثي الرحباني الجديد. استوحى الرحبانيان موسيقاهما من التراث العربي الإسلامي الماروني البيزنطي والفولكور اللبناني وكلها تيارات شرقية بالإضافة إلى تعمقهما في الدراسة الموسيقية الكلاسيكية الغربية. كتب المسرح الرحباني للوطن والأرض والتاريخ والمستقبل وللفقراء البسطاء واهتم بالفولكلور اللبناني اهتماما خاصا وناصر القضايا العربية الكبرى فكانت أغنيات لفلسطين منها "زهرة المدائن" و"سنرجع يوما" و"جسر العودة". قدم منصور مع أخيه عاصي الكثير من المسرحيات الغنائية وخصوصا تلك التي كانت تعرض في المهرجانات اللبنانية في بعلبك "أيام فخر الدين" و"جبال الصوان" و"ناطورة المفاتيح" و"قصيدة حب". كما قدما ثلاثة أفلام سينمائية هي "بياع الخواتم" و"سفر برلك" و"بنت الحارس" بالإضافة إلى المئات من الأغاني التي أثرت المكتبة الموسيقية العربية والعالمية. وإثر رحيل عاصي عام 1986 أكمل منصور المسيرة الرحبانية بالتعاون مع أولاده فقدم أعمالا مسرحية وغنائية كثيرة واستمر في الإنتاج فقدم مسرحية "الوصية" كما قدم مسرحية "ملوك الطوائف" إضافة إلى مسرحية "المتنبي" ومسرحية "حكم الرعيان" ومسرحية "سقراط" و" النبي" المأخوذة عن نص جبران خليل جبران و"زنوبيا" وأخيرا المسرحية الغنائية "عودة طائر الفينيق" التي يستمر عرضها حاليا على خشبة مسرح كازينو لبنان.