وصف مدير القنوات الرياضية الدكتور محمد باريان في أول حديث له بعد صدور تعيينه أن القناة الرياضية لا تحمل هوية أو استراتيجية واضحة وأنه عازم على إحداث تغيير يطال مفاصل القناة خلال ستة أشهر معلنا التحدي لمنافسة قنوات الجزيرة وأبوظبي الرياضية خلال مدة وجيزة، وقال إن هناك إمكانات وكوادر وكفاءات قادرة على أن توصل القنوات الرياضية إلى تطلعات المشاهدين في الداخل والخارج، رافضا في الوقت نفسه خروج القناة عن مسارها في الطرح والحوار في برامجها والإسفاف والمهاترات التي لا طائل منها وهو أمر مرفوض رفضا قاطعا، وفيما يلي نص الحديث: • تبدأ مع القناة الرياضية مشوارا جديدا بعد نجاحات حققتها في القناة الأولى والإخبارية والثانية.. يبدو أنك أمام مهمة لن تكون سهلة فأنت أمام وضع مختلف ومشاهد مختلف؟ • قبولي بهذه المهمة جاء عن قناعة تامة وثقتي بأن أقدم ما يرضي المشاهد في المرحلة المقبلة خاصة وأن عملي في القنوات السعودية دام أكثر من ثلاثة عقود ولذلك أجد هذه الخطوة هي امتداد لمشواري في التلفزيون السعودي لأقدم خبرتي في العمل الإعلامي لتقديم الأفضل بل ومنافسة القنوات الرياضية الأخرى والتفوق عليها فنحن نملك الإمكانات والكفاءات التي يمكنها أن تبدع وتقدم نقلة تطويرية وهذا لن يأتي إلا بالعمل المتواصل وأنا واثق أنه خلال الفترة القادمة سيجد المتلقي تغييرا واضحا يطال مفاصل القنوات الرياضية. 6 أشهر كافية للمنافسة • هل هناك مدة محددة لذلك التغيير الذي يتطلع إليه المتلقي؟ • سأقف في البداية على أوضاع القنوات الرياضية من خلال لقاءاتي مع الجميع، وأتعرف على كيفية تفكيرهم وماهي الصعوبات التي تواجههم لابد أن أستمع وأتابع وأرصد ما يدور داخل القناة، وبالفعل بدأت في لقاء الزملاء منذ أمس الاثنين وسأواصل تلك اللقاءات للخروج بتصور واضح وشامل، لكنني أستطيع أن أؤكد أنه في غضون ستة أشهر سيتغير جلد القناة بإذن الله إلى الأفضل بل لا أبالغ إذا قلت إننا سننافس القنوات الرياضية الأخرى كالجزيرة وأبوظبي ودبي. هدفنا الموضوعية • هل هناك ملاحظات رصدتها من خلال متابعتك للقنوات الرياضية؟ • أنا متابع لجميع القنوات السعودية فمسؤوليتي طوال المدة التي قضيتها في التلفزيون بكافة قنواته تحتم علي المتابعة بل أستطيع أن أؤكد أن متابعتي للقنوات الفضائية الأخرى قليلة ونادرة إلا في حالات محددة عندما يشدني برنامج أو حوار، ولذلك فالقناة الرياضية تدخل في صميم مهامي وعملي ومن هنا أقول أن الحاجة تتطلب تغيير النمط اليومي للبرامج فهناك الكثير من مناحي الحياة التي ترتبط بالرياضة اجتماعيا ودينيا واقتصاديا وفنيا وغيرها لابد من الاهتمام بها، وهذه الأمور أرى أنها مهملة ويتطلب أن نضعها في الاعتبار فالقناة الرياضية لابد أن تكون مرتبطة بالعديد من المجالات ولا يقتصر دورها على نقل مباراة أو إعادة المباراة ست أو سبع مرات كما أنه لا يمكن أن نختزل القناة الرياضية في كرة القدم وألعابها خاصة وأننا نملك ست قنوات، أضف إلى ذلك أننا كقناة حكومية لنا مبادئ وأهداف لا يمكن أن نحيد عنها بالابتعاد كل البعد عن المهاترات والابتذال والإسفاف وأن يتسم طرحنا بالرصانة والموضوعية والحياد ولذلك لن أرضى بأن يكون مستوى الحوار والنقاش في البرامج متدنيا ولا أريد أن يشاهد المتلقي عبارات هابطة ونكتا وسخرية وغمزا ولمزا فنحن أمام جمهور كبير يضم كافة الشرائح والفئات فلابد أن نرتقي بمستوى الطرح وأن نرتفع بالمشاهد لا أن نهبط به فهذا لا يليق بقناة يتابعها الملايين وهو هدف رئيسي في مهمتي القادمة. هوية القناة مفقودة • وهل وجدت ذلك في الفترة الماضية؟ • هناك أخطاء لاحظتها ولابد من معالجتها وهناك أيضا إيجابيات لابد من دعمها لكني أحرص أن أوجد للقناة الرياضية شخصية وهوية وهو ما تفتقده، فالواضح أنها تسير دون استراتيجية واضحة فكثير مما أشاهده عباراة عن نقل مباريات واستديوهات تحليلية عدا برامج محدودة وقليلة. أعتقد أنه لابد من تغيير وجه القناه الرياضية وفق أسس واضحة تسير عليها دون اجتهادات شخصية علينا السير بطريقة منظمة في المرحلة القادمة، نحن أمام تحد ولابد من كسب الرهان. لا خطوط حمراء • هل يعني أن هناك خطوطا حمراء؟ • الخطوط الحمراء تظهر عندما يهبط مستوى الحوار إلى درجة مبتذلة وغير لائقه أما غير ذلك فإن أبوابنا مفتوحة لكل رأي مهما بلغت قسوته مادام أنه يسير في مستوى الطرح الموضوعي فنحن نبحث عن الحوار الجاد والهادف الذي يرضي ذائقة المشاهد. أين خروج المنتخب • ماذا عن الطرح الذي كنت تأمله في القناة الرياضية ولم تشاهده؟ • مثلا لم أشاهد طرحا هادفا يتناول أخطاء المرحلة الماضية بعد خروج المنتخب والدروس المستفادة في ظل الاحتقان الذي ظهر في الشارع الرياضي وماهي الخطوات التي يفترض العمل بها في المرحلة القادمة كنت أتأمل أن يكون هناك نقاش موسع يجمع الكثير من الخبرات الرياضية للخروج بعمل فيه كثير من المهنية والاحترافية بل ولم أشاهد أي حديث مع مدرب المرحلة القادمة الإسباني في رؤيته وماذا سيقدم من عمل فني في ظل الفترة التي سيقضيها مع المنتخب. تكرار الضيوف • هناك من يعيب على القناة الرياضية تكرار ضيوفها؟ • الحقيقة أنا لا أعلم سياسة القناة لكن أؤكد أنها ملك جميع الرياضيين من شمال المملكة إلى جنوبها وشرقها وغربها ووسطها وهذا ما يفترض أن تكون عليه في المرحلة المقبلة لأن الفكرة قد تأتي من ضيف من الشمال أو آخر من الجنوب وهكذا لذا فإن استقطاب أسماء جديدة هو أمر وارد بل هو مطلب وأجد أن العديد من الاسماء ممن تكتب في الصفحات الرياضية تقدم طرحة يستحق أن يكون أمام المشاهدين ليقدم فكره ورؤيته. الطيور المهاجرة • ماذا عن الطيور المهاجرة التي غردت بعيدا عن القناة الرياضية، هل ستكون ضمن أهدافك القادمة؟ • سأتحدث مع العديد منهم وهؤلاء يستحقون كل تقدير نظرا لكفاءاتهم ومهنيتهم والقناة الرياضية هي في النهاية للجميع ويجب أن تكون كذلك وأود التذكير أن الفنان فايز المالكي عندما توليت إدارة القناة الأولى حرصنا على عودته وهو ما سيحدث بإذن الله مع الزملاء ممن تساعدهم ظروفهم في العودة ولكن من سيفيد القناة فلن نتوانى في استقطابه مهما كلف ماليا حتى الخبرات الأجنبية لو وجدنا أننا بحاجة فما المانع أن نستفيد لقد كانت لنا تجربة ناجحة في قناة الإحبارية في تواجد خبرات بريطانية وامريكية عن طريق قناة العربية في فترة سابقة وها هي الإخبارية تسير بكل نجاح. قنوات معطلة • يلاحظ أن القنوات الرياضية معطلة عدا القناتين الأولى والثانية.. ألا ترى أن ذلك يعتبر خللا؟ • أتفق معك لكن لابد من البدء في تطوير القناتين الأولى والثانية خلال الأشهر القادمة لتكون في مستوى رضا المشاهد، وكما عرفت أن القنوات الأخرى تبث من الأردن وهو ما سينظر إليه خاصة أن هناك قنوات خليجية تملك عدة قنوات وتعمل على مدار الساعة. سق بيد وأصلح بالأخرى • كيف ستواجه بعض المصاعب المالية؟ • أعتقد أنه لو توقفنا أمام العوائق فإننا لن نقدم عملا، علينا أن نتجاوز كل الصعوبات ولا نلتفت للوراء ومازلت أتذكر مقولة وزير الإعلام الأسبق الاستاذ إياد مدني عند الحديث عن الإشكالات المالية قوله «سق بيد وأصلح باليد الأخرى». وهذا المفهوم يجب أن يعمم إذا أردنا تجاوز كل العراقيل. القناة ليست لناد • ماذا عن القناة هناك من يرى توجهها يسير لناد دون البقية؟ • كما قلت القنوات الرياضية حكومية وهي لجميع الأندية صغيرها وكبيرها وأقسم بالله أن جميع الأندية ستأخذ حقها ولن أحيد عن تلك المسؤولية والأمانة فالوطن هو الأهم وعنواني سيكون الحياد والمصداقية.