تفاوتت الآراء والانطباعات حول حصول القناة الرياضية السعودية على حقوق نقل بطولات الاتحاد السعودي لثلاثة مواسم قادمة، ففي الوقت الذي وجد فيه قرار الاتحاد السعودي بيع الحقوق للقناة الوطنية ترحيبا كبيرا إلا أن هذا الترحيب الواضح بدا مشوبا بالحذر والكثير من التحفظات في دلالات واضحة على الرغبة في أن تواكب القناة الحدث الكبير المستجدات العالمية، وأن تكون جاهزة لتقديم ما يرضي طموحات الأندية «ماليا» من جانب وترقبات المشاهدين الذين ينتظرون تغطية من فئة الخمسة نجوم في الجانب المقابل. ففي الجانب الرسمي أرجع الدكتور حافظ المدلج عضو الاتحاد السعودي لكرة القدم عضو اللجنة المشرفة على حقوق النقل التلفزيوني للمسابقات المحلية، الهدف من بيع حقوق الدوري إلى الرغبة في تقديم تغطية متميزة، وإيجاد شركات راعية للمسابقة، إضافة لتغذية أندية دوري زين ب15 مليون ريال سنويا يقدم نصفها قبل انطلاق الدوري لمنحها فرصة إبرام صفقاتها على أن يستكمل باقي المبلغ عبر دفاعات خلال الموسم الرياضي، مشيرا إلى أن حصول القناة الرياضية على النقل التلفزيوني يجب أن يرتكز على دراسة شاملة لأوضاع الأندية والمشاهد حيث أن 65 في المائة من سكان المملكة شباب والرياضة المتنفس الوحيد لهم ما يستوجب أن تقدم لهم مباريات الدوري بشكل لائق يجذبهم لمتابعتها عبر قناتهم المفضلة: «هذا يستوجب على العاملين في القناة استقطاب كوادر قادرة على متابعة المباريات السبع أسبوعيا باستديوهات تحليلية على مستوى عال إلى جانب شركة فنية تستطيع إنتاج المباريات كما يحدث في إنجلترا وإيطاليا وإسبانيا، لا علاقة لها ببيع الحقوق فهي شركة تسوق الدوري وفق مواصفات معينة يتم تحديدها من قبل القائمين على أمره، ونقلها بالصورة التي تستقطب أكبر شريحة من الشباب، وعلى ضوئها ستتسابق الشركات على القناة للظفر بإعلان خلال المباريات»، موضحا في السياق نفسه أن القناة الرياضية قناة حكومية غير ربحية يجب أن تحظى بدعم كبير من وزارة المالية لتلبية مطالب الأندية والمشجع . وكشف المدلج عن الآلية التي وضعت في كراسة مناقصة النقل التلفزيون والتي كانت ستطرح للقنوات الرياضية حيال تخصيص ال90 مباراة التي ستنقل عبر التلفزيون السعودي، لكن بشرط زيادة قيمة بيع 90 مباراة ليتساوى مع الناقل الحصري للدوري، أو أن يتم نقل المباراة بدون وجود لقاءات مع لاعبين أو عدم وجود استديو تحليلي مرافق للمباراة من أجل تمييز الناقل الحصري: «من الصعب حرمان المشاهد السعودي من مشاهدة بعض المباريات التي تقام في بلده حيث يجب مراعاة ذلك، لكن بشروط تحفظ للناقل الحصري للدوري السعودي حقه»، موضحا أن القيمة المتوقعة لبيع حقوق النقل التلفزيوني للدوري السعودي ربما تصل إلى 250 مليون ريال عن كل سنة، بمعنى أن قيمة العقد كاملة تصل إلى مليار لأربع سنوات في حال بيعه لبعض القنوات الراغبة في الشراء. الأندية: مايهم هو المردود المالي في جانب الأندية رأى رئيس نادي الاتحاد محمد بن داخل الجهني أن فوز القناة الرياضية السعودية بحقوق النقل أمر جيد لاعتبارات كثيرة منها أنها قناة وطنية وتعود استثماراتها لابناء الوطن، مشيرا إلى أن المردود المادي يجب أن يكون حافزا كبيرا للأندية وكافيا لسد بعض الاحتياجات التي تعاني منها الأندية «يجب على هيئة دوري المحترفين تطبيق ما هو معمول به في الأندية الأوروبية، وهو حصول الأندية على 70 في المائة والهيئة على 30 في المائة من مداخيل النقل». فيما رأى رئيس نادي الرائد فهد المطوع أن منح القناة السعودية الحقوق ربما يعود بالمصلحة على الجميع وتحديدا الأندية التي هي في حاجة لدعم النقل التلفزيوني «إذا سلمنا أن القناة السعودية ستدفع مليار ريال سعودي لثلاث سنوات فهذا جيد مقارنة بالسنتين الماضيتين اللتين عانت منهما الأندية بسبب قلة الدعم للأندية». وطالب المطوع هيئة دوري المحترفين السعودي بالمساوة بين الأندية حيث من المفترض أن يدفع للأندية 70 في المائة وهيئة المحترفين 30 في المائة، وأشار إلى أن نادي الرائد تسلم في الموسم الماضي أربعة ملايين ونصف المليون ريال، فيما كانت art تدفع 150 مليون ريال، «وأنا من منبر عكاظ أطالب بأن توزع النسب متساوية ومقنعة للأندية مقارنة بالأندية الخارجية». وأكد رئيس نادي الاتفاق عبدالعزيز الدوسري على حرص الأندية الشديد على المردود المادي أكثر من الحرص على اسم القناة الفائزة بنقل، مبديا رضاه عن فوز القناة الرياضية السعودية بحقوق النقل في حالة كان المردود المادي قويا ويعود بالنفع الكبير على الأندية «الأندية كانت تعاني من قناة الجزيرة الرياضية من حيث الدعم والاهتمام الضعيف، فلابد أن تكون القناة الرياضية في الحدث وتقدم وجبة رياضية دسمة خلال المواسم الثلاثة المقبلة، فجميع الأندية تبحث عن المردود المادي الجيد الذي يمكن أن تسير به الأندية أمورها واحتياجاتها». رئيس نادي هجر الصاعد حديثا لدوري زين للمحترفين المهندس عبدالرحمن النعيم وصف القرار بالحكيم وتمنى أن تستفيد القناة الرياضية منه في تطوير كوادرها بما يتوازى مع أقوى دوري عربي، مبينا أن الكثير من الشباب سيجدون عملا نتيجة لهذا القرار والذي تمنى أن يحدث نقلة نوعية في القناة وأن تستفيد من دعم الملك «الرياضية والتي يقف على هرمها رجل خبير هو الأمير تركي بن سلطان قادرة على النجاح وهي أمام تحد كبير ولكنها قادرة على تجاوزه والفوز بدوريات أخرى غير الدوري السعودي متى ما استغلت الإمكانيات» وتوقع عودة بعض الإعلاميين السعوديين الذي ذهبوا لقنوات أخرى للقناة الرياضة. وقال رئيس نادي الفتح المهندس عبدالعزيز العفالق إن أوامر خادم الحرمين الشريفين دائما تحمل الخير الكثير ومنح حقوق الدوري للقناة الرياضية السعودية يعد دعما كبيرا لها متمنيا أن تستفيد من هذا الدعم وأن ينعكس ذلك على الأندية ودخلها من النقل التلفزيوني والذي لم يتغير منذ سنوات خاصة وأن الموضوع الآن أصبح مدعوما من الدولة، وأضاف: «القناة الرياضية السعودية في الفترة الأخيرة تطورت كثيرا ومازال المشاهد ينتظر منها الكثير وأتمنى أن يشاهد الكل القنوات الرياضية السعودية بحلة جديدة العام المقبل وتحوز على رضى الجميع سواء منسوبي الأندية أو الجماهير». الجماهير: نريد تغطية مميزة في وقت تفاوتت فيه آراء الجماهير السعودية حول امتلاك القناة الرياضية السعودية لحقوق نقل مباريات الاتحاد السعودي، حيث أجمع البعض على أنها خطوة من شأنها تخليصهم من استنزاف أموالهم من بعض القنوات الأخرى، مؤكدين أن الخطوة تأتي في ظل الدعم اللا محدود الذي يجده المواطن السعودي من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين، فيما طالب البعض بأن تكون القناة الرياضية لديها القدرة على استيعاب أكبر قدر من المباريات لنقلها بالصورة التي تليق بهذه المكرمة باختيار كوادر تستطيع أن تعمل نقلة نوعية فيها. فقد أبدى عبدالله العزال سعادته بقرار نقل المباريات، ولكنه تمنى أن تكون القناة الرياضية السعودية على مستوى الحدث وأن تقدم تغطية ترضي المشاهد وتنسيه القنوات الأخرى. بدوره عبر محمد العجمي عن أمله بأن تواكب القناة الوطنية هذا الحدث وطالبهم باستقدام كوادر مميزه سوى في التعليق أو الإخراج أو التصوير وأن تستفيد القناة من هذا القرار بتطوير كوادرها واستقدام أجهزة مميزة. فيما توقع يعقوب المرزوق أن تقدم القناة الرياضية السعودية تغطية مميزة وأن تستقدم بعض الأسماء الكبيرة للعمل بها لمزاجهم مع جيل الشباب الذي لا يحتاج سوى بعض الدعم البسيط الذي يساهم في تفجير طاقاتهم وخالف عبدالرحمن الدهام الآراء التي باركت تلك الخطوة، معللا ذلك أنهم كمشاهدين اعتادوا على القنوات الخاصة، في نقل المنافسات السعودية بمقابل مادي نظير خدمة مميزة في النقل، واعتبر أن القناة تنقصها خطوات عديدة لمجاراة تلك القنوات الخاصة، إلا أنه أردف قائلا إن القناة تمتلك قدرة مالية على استقطاب الكفاءات الإعلامية، للرفع من مستواها، وأنهم بحاجة لخطة عمل واضحة لمواكبة هذا الحمل. ويرى ماهر السلمي أنه يتوجب وجود أكثر من أربع قنوات ناقلة للمباريات كي تغطي أحداثها بشكل لائق، خصوصا وأن هناك سبع مباريات ستقام في يوم واحد، معتبرا أن مجانية المشاهدة ستعطي مساحة انتشار أكبر للدوري السعودي إذا تعامل المسؤولون على القناة بشكل لائق وهذا ما افتقده المتابع السعودي في الفتره السابقة. واعتبر وائل الشامي، أن حصول القناة الرياضية على حقوق نقل الدوري، يأتي استمرارا لتطور القناة في السنتين الأخريين، مما جعلها جديرة بهذه الخطوة، وقدرتها على تقديم مادة إعلامية متميزة، إلا أن الوهيبي تمنى أن تتمدد القناة في باقاتها، وأن تتطور العديد من جوانب القصور، في مقدمتها جودة التصوير وكفاءة المراسلين، وطالب القناة أن تكون أكثر حيادية والا تلجأ لمجاملة أطراف على حساب أخرى. وأخيرا طالب كل من محمد الدماغ وأنور الحداد ومحمد الغامدي من القائمين على القناة السعودية، بتنفيذ خطوات تطويرية تؤكد قدرتها على كسب الرهان أمام القنوات الأخرى المنافسة بالاستعانة بخبرات أجنبية، خصوصا في مجال التصوير والنقل والإنتاج، وأن تستفيد كذلك من خبرات القنوات الخاصة، التي لها باع طويل في هذا المجال.