تسببت العمالة المخالفة للأنظمة وإقامة العمل إلى تحويل شارع الأبطح بحي المعابدة في مكةالمكرمة إلى مرتع للمهن اليدوية. ويعتبر أشهر شوارع مكة، يجتمع فيه عدد من العمالة الوافدة غير النظامية كل صباح ينتظرون أحد زبائنهم للعمل لديه.وتسببت أعدادهم الكبيرة في اختناقات مرورية، نتيجة الوقوف المتكرر لتلك السيارات التي تستعين بتلك العمالة التي تقف بجانب شارع الأبطح بشكل عشوائي، رغم الجهود التي تبذلها جوازات مكةالمكرمة من خلال حملات تفتيشية على العمالة المخالفة. «عكاظ» رصدت خفايا أسرار تلك العمالة الوافدة ولجوء بعض المواطنين إليهم. أكد مصطفى عاشور من الجنسية المصرية الحاصل على الشهادة الجامعية في المحاسبة، أن العروض التي قدمت له لم تكن كافية لتسهيل أمور مصروفاته الحياتية، الأمر الذي دفعه لهجرة وطنه والعمل «سباك» لاختصار مشوار عمره. وقال: «أقف مند الصباح الباكر بجانب هذا الشارع لكي أبحث عن عمل مع أحد الزبائن»، مؤكدا الإقبال الكبير من المواطنين على هذا الشارع لأنه أصبح معروفا بين أهالي مكة.من جهته أشار أحد العمالة (سوداني) -رفض ذكر اسمه- إلى أنه يتواجد في هذا المكان يوميا منذ عشر سنوات من خلال ممارسته لمهنة الكهرباء. وأضاف: «لدي زبائن كثر من أهل مكة وأصبحت أدير حجوزاتي عن طريق الجوال»، مبيناً أنه كان معلما في إحدى المدارس بالسودان. فيما بين صالح الغامدي، أن شارع الأبطح أصبح معلما يحتضنه العمالة الوافدة في ظل غياب الرقابة من الجهة المختصة، مؤكداً أن أغلب المواطنين يرتادون هذا الشارع بسبب أسعارهم المنخفضة. استغراب السكوت إلى ذلك استغرب محمد الحربي سكوت الجهة المختصة عما يدور خلف كواليس شارع الأبطح وما يحتضنه من عمالة مخالفة للأنظمة مند عشرين عاما والحال كما هو، مبيناً أن العمالة تمارس نشاطها علنيا، معدداً مخاطرها وأضرارها في نواح اجتماعية وأمنية واقتصادية. وأشار الحربي إلى أن حي المعابدة أصبح معلما بارزا للعمالة الوافدة التي اتخذت سلسلة جباله سكنا «تتجه العمالة السائبة ليلا إلى قمة جبال المعابدة متخذة الأكواخ منازل». استياء التجار من جانبه أبدى صاحب أحد المحلات التجارية بشارع الأبطح استياءه وتذمره مما يواجهونه من قلق لكثرة عمليات السرقة، مبينا أن تجمع تلك العمالة دفعهم إلى الخوف على محلاتهم في ظل غياب الرقابة من قبل الجهات المختصة. في المقابل أوضح المقدم محمد الحسين المتحدث الإعلامي للجوازات بمكةالمكرمة، أن الجهود الأمنية في ملاحقة مخالفي أنظمة الإقامة مستمرة ودائمة ولا تتوقف على موسم بحد ذاته، مطالبا المواطنين بعدم تشغيل تلك العمالة المتخلفة، ما يؤمن لهم بيئة عمل تزيد من تنامي هذه الظاهرة.