تحتضن شوارع العاصمة المقدسة الكثير من المغاسل العشوائية التي يديرها المخالفون لنظام الإقامة من الجالية الأفريقية، والتي اشتهرت بممارسة هذه المهنة المخالفة، وكان المردود السلبي التي خلفته تلك المغاسل هو تدهور حال الشوارع في مكةالمكرمة وتوليد مستنقعات وحفر خطيرة تتلف عجلات المركبات، ناهيك عن تجمع المياه الآسنة التي تولد انتشار البعوض والحشرات الضارة، حيث خاضت «عكاظ» تجربة الدخول إلى هذه المغاسل العشوائية بشخصية عامل مخالف لنظام الإقامة ويمارس مهنة غسيل السيارات بطريقة مخالفة وعشوائية. أماكن بارزة لوجود المغاسل هناك في أحياء مكةالمكرمة النموذجية الكثير منها، حتى اصبح بعض العمالة المخالفة يقوم باختيار المواقع النموذجية كحي الهجرة وشارع النكاسة وجبل النور والعدل والخالدية والنزهة والعديد من أحياء مكةالمكرمة أنشأوا مغاسل عشوائية تمارس فيها مهنتها المخالفة للنظام، ووسط هذه المواقع نجد مستنقعات صغيرة تخلفها هذه المغاسل ناهيك عن تجمع الأوساخ والحشرات المسببة للأمراض. الجنسيات الممارسة للمهنة الجنسيات الممارسة لهذه المهنة المخالفة من الأفارقة والبنجلاديشية، حيث اشتهروا بممارسة هذه المهنة وأصبح البعض منهم له شعبية كبيرة بين شريحة الشباب لما يمتاز به من غسيل وتنظيف يفوق الخيال. «عكاظ» وسط الحدث توغل محرر «عكاظ» وسط المعمعة برفقة زميله المصور وتعرف على الكثير من العمالة المخالفة التي تمارس كيفية الهروب في حال قدوم الجهات الحكومية ومعرفة مستلزمات العمل ومقدار مبلغ رأس المال والربح الناتج عن العمل في هذه المغاسل العشوائية. وجهزنا أدوات العمل وهي عبارة عن سطل، ماء، قطعة قماش، اسفنجة، عبوة مسحوق غسيل، وهذه هي رأس المال التي يبدأ به العامل المخالف مهنة غسيل السيارات بالطرق العشوائية وبعد أن يتمكن من اصطياد أحد الزبائن لغسيل سيارته وسرعان ما انتهى منها وبدون أي مضايقات من وجود دوريات أمنية ذات الاختصاص في ملاحقة هذه العمالة المخالفة تقدم أحد العمالة المخالفة بالمشاجرة مع المحرر، ولكن باللغة الأفريقية بحجة أن هناك قوانين لا بد من اتباعها، وهي أخذ الإذن من كبير الغسالين للسماح لي في البدء بغسيل سيارة أخرى. رأي المواطن يقول أحمد حاج إنه لم يعد يميز المواطنون بين المستنقعات التي تخلفها الأمطار وتلك التي يخلفها غسالو السيارات في أكثر من موقع في شواع مكةالمكرمة النموذجية بعد أن سيطروا عليها، نظرا لأن عملهم يتطلب مواقع عامة تكثر فيها السيارات ومواقع لا تتردد عليها الجهات المختصة كثيرا وإصرارهم على ممارسة المهنة المخالفة للأنظمة بالرغم من وضع لافتات إرشادية من قبل أمانة العاصمة المقدسة للمواطنين لتجنب هذه الظاهرة. وذكر إبراهيم الساعاتي أن الأفارقة يتواجدون عند المجمعات التجارية التي يلجأ إليها العديد من الأشخاص لعرض خدمة غسيل السيارات عليهم، وتنتشر هذه الظاهرة في عدة أماكن من أحياء مكة، مبينا أن المواطن لا يغسل سيارته في المغاسل المخصصة لأن أسعار الأفارقة منخفضة تصل إلى 10 أو 15 ريالا، بينما المغاسل المتخصصة أسعارها مرتفعة تصل إلى 25 أو 35 ريالا بحسب الخدمات المقدمة، وعارضه الرأي صديقه محمد السويهري قائلا «نحن بهذا التصرف نشجع وندعم الأفارقة للاستمرار في هذه الظاهرة وتشويه شوارع مكةالمكرمة لذا يجب علينا مقاطعتهم تماما والاتجاه إلى الأماكن المتخصصة لغسيل السيارات، وفي المقابل على إخواننا أصحاب تلك المغاسل الالتزام بالأسعار المناسبة التي خصصتها وزارة التجارة والتقيد بها». ويصف هارون سليمان أن أحوال المغاسل العشوائية متذبذبة على حسب الأجواء، مضيفا أن أيام الأسبوع تكون فيها أوضاع المغاسل عادية ولكن سرعان ما يزيد الإقبال عليها في إجازة نهاية الأسبوع، وأشار إلى أن بعض العمالة يجني في اليوم الواحد ما يقارب 150 ريالا وأيام نهاية الأسبوع يكون المبلغ مضاعفا، أي ما يعادل 4000 إلى 5000 شهريا. مصادر الحصول على المياه ويتحدث بعض العمالة الأفريقية عن سيطرته على صهاريج الأمانة التي تقوم بوضعها عند الأشجار العامة في الشوارع والتعدي عليها ليتمكنوا من توفير المياه والاستمرار في غسيل السيارات، مشيرين إلى أن البعض منهم يلجأون إلى ملاحقة صهاريج الوايتات عند إشارات المرور فيسرقون ما استطاعوا منها وهم يملأون براميلهم أمام الجميع في مشهد غريب لتظل شوارع مكةالمكرمة تتلوث بمياه المخالفين خاصة أن المواد الكيميائية التي تستخدم في غسيل السيارات تؤثر على الأسفلت وتؤدي إلى إتلافه. الهروب من الرقابة يصف شعيب آدم، أحد الأفارقة المخالفين لنظام الإقامة، إنهم يطلقون أقدامهم للرياح عند دهم دوريات من الجوازات لمواقع المغاسل العشوائية مشيرا إلى أن البعض منهم يعرضون أرواحهم للخطر بتخطي الشوارع العامة فقط من أجل الهروب من أيدي الرقابة، غير مبالين بخطورة تجاوزات الشوارع ودهس السيارات لهم. الأمانة في ملاحقة المخالفين من جهته أوضح أمين العاصمة المقدسة المهندس أسامة البار، بأن الأمانة وبالتعاون مع الدوريات والجوازات تقوم بمحاربة غاسلي السيارات والسيطرة عليهم، كما قامت الأمانة بتوفير تصاريح لأصحاب المغاسل المتخصصة التي تعمل بالبخار وطرق أخرى، مطالبا المواطنين بمساعدة تلك الجهات لمحاربة هذه الظاهرة ومن يعمل بها من أجل حماية البيئة. وطالب البار بعض المستثمرين بالتقيد واتباع اللوائح والتعليمات التي نصت عليها الأمانة، للعمل في مجال مغاسل السيارات التي تتسبب في تجمع المياه الجوفية، مؤدية إلى تشققات في الشوارع والطرقات، مشيرا إلى أن أمانة العاصمة المقدسة تسعى للقضاء على المغاسل العشوائية في مكةالمكرمة وتحويلها إلى مغاسل نظامية تتوفر بها كافة اشتراطات السلامة. وأضاف أن إدارة مرور العاصمة المقدسة وضعت عقوبات صارمة على المواطنين المتعاملين مع المخالفين في غسيل السيارات بطرق عشوائية مخالفة في الشوارع والطرقات، وتقوم بجولات ميدانية مكثفة للقضاء على هذه الظاهرة وردع المخالفين المستخدمين للمغاسل العشوائية، ويتم التنسيق مع الجهات المختصة لضبط مخالفي نظام الإقامة المزاولين لهذه المهنة، مشيرا إلى أن المواطن هو رجل النظام الأول، فيجب عليه مقاطعة هؤلاء المخالفين، وعدم التعامل معهم للمساعدة في الحفاظ على سلامة الشوارع في مكةالمكرمة.