أكد رئيس مركز أسبار للدراسات والبحوث والإعلام الدكتور فهد العرابي الحارثي أنه من الضروري تحويل الاقتصاد السعودي من اقتصاد ريعي إلى اقتصاد إنتاجي، بحيث نستطيع أن نخلق بدائل قوية كون هناك عدة تقارير عالمية نشرت وتؤكد أنه في عام 2030 ستجد المملكة صعوبات كبيرة في تصدير إنتاجها النفطي نظرا للإسراف في استهلاك الطاقة المحلية، ما يفرض أن المملكة تعيد النظر في استهلاكها للطاقة أو تخلق مجالات أخرى تنتقل من الاقتصاد الريعي المعتمد بالدرجة الأولى على مداخيل البترول إلى الاقتصاد الإنتاجي الذي يتحول إلى حقول إنتاج وخطوط إنتاج في مجالات صناعية وغيرها، إذ يكون هناك اقتصاد بديل لاقتصاد البترول إن صح التعبير واقتصاد رديف بمعنى اقتصاد يوازي الاقتصاد البترولي. وأضاف الحارثي أنه حتى إن لم تصدق 100 % التقارير المنشورة مؤخرا عن مستقبل النفط السعودي إلا أننا فعلا بحاجة إلى إنفاق داخلي على استكمال البنية التحتية والأساسية، لا سيما في مجال الصحة والتعليم بالإضافة إلى المجالات الأخرى كالخدمات الاجتماعية ومن ضمنها معالجة البطالة وخلق فرص عمل جديدة. وأشار رئيس مركز أسبار إلى أن هناك أفكارا أخرى تتداول، لماذا لا تفكر المملكة في صناديق سيادية وأنا أرى أن هذه الفكرة ليس لها حماس كبير لأن هناك تجارب لم تحقق نجاحا كبيرا في الدول المجاورة. وكرر الحارثي بضرورة الالتفات إلى الإنفاق الداخلي للبنية التحتية، وقال: «من المهم جدا أن نعالج أمورا أخرى، فيما يتعلق بالمشاريع الحالية وخاصة التي لم تكتمل، لأن هناك خللا واضحا في عدم اكتمال مشاريع الدولة بل إن هناك أرقام مخيفة تزيد عن 6000 مشروع لم يكتمل بحسب إحصائية مكافحة الفساد، وأعتقد أن تعثر تلك المشاريع نابع من الإدارة، لذا نطالب بإدارة واعية لكافة المشاريع التنموية في بلادنا». وعن دور الإعلام أكد الدكتور فهد أنه لا يفكر في أن الإعلام له دور كون المسؤول عن ترشيد الميزانية هي الدولة وليس المواطن الذي بالطبع هو من يتأثر بما يبثه الإعلام.