تشهد منطقة تبوك حاليا إنشاء «جامع الوالدين»، الذي ينفذ على نفقة صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك؛ برا بوالده صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ووالدته صاحبة السمو الأمير منيرة بنت عبدالعزيز بن مساعد رحمهما الله. ويتابع الأمير فهد بن سلطان مراحل تنفيذ المشروع منذ أن وضع حجر الأساس لإنشائه في جمادى الأولى العام الماضي. ويعد المشروع أنموذجا حديثا في التصميم يختلف عن بقية المساجد والجوامع في المملكة، من حيث البناء والتدرج في الصفوف والمآذن الست، بسعة إجمالية تزيد على 15 ألف مصل ومصلية. وتمثل تفاصيل الجامع تجديدا وتحديثا لعمارة المساجد من خلال رؤية جديدة في عمارة المساجد، ومحاولة لطرح فكر جديد لشكل الجامع دون المساس بالقواعد والأصول الإسلامية؛ ليكون إضافة جديدة للتطور الحضاري الذي تعيشه المملكة. ويقع المشروع على أرض مساحتها 100 ألف متر مربع على طريق الملك فيصل في مدينة تبوك، ويتكون من مبنى الجامع وآخر سكني للإمام والمؤذن، وساحات خارجية، ومواقف للسيارات، وغرف للخدمات بمساحة تبلغ 50 ألف متر مربع، تعلوه ست مآذن ارتفاع الواحدة منها 44 مترا، ويتسع المكان المخصص للنساء أربعة آلاف مصلية. من جانبه، أوضح الاستشاري المشرف على المشروع المهندس نبيل محمد عباس أن تصميم مبنى الجامع جاء بشكل تقليدي، حيث اتخذ شكلا انسيابيا متيحا الفرصة لصفوف أمامية كبيرة للمصلين، وتصغر كلما اتجهنا إلى الخلف، محققا انسيابا ومجالا مقترنين في حلة جديدة يسهل بها الدخول والخروج للمصلين بحركة انسيابية بسيطة وآمنة في أوقات الذروة. وأكد عباس أن الفكرة المعمارية لمشروع الجامع راعت وجود مساحة كبيرة خارجية للصلاة، كما روعي في التصميم توفير الحدائق والمناطق الخضراء المحيطة بالمسجد لفصله عن الشوارع ومواقف السيارات تجنبا للضوضاء والتلوث وتحقيقا للهدوء والسكينة. وعن الفترة الزمنية للمشروع، بين عباس أنه تم الانتهاء من القواعد الإنشائية والأعمدة والحوائط الأسمنتية، ويجري العمل في القبب الرئيسية والمآذن الست. وعلى صعيد متصل، أوضح وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ أن فكرة الأمير فهد بن سلطان لإنشاء الجامع لوالديه رحمها الله سنة حسنة وتحمل من المعاني الخيرة والبعد العقلي والشرعي الواسع الذي يقتدى به، وسيكون له بعد إسلامي عظيم من خلال تنظيم البرامج الدينية والشرعية التي تقوم على تعليم الناس وتثبيت العقيدة الصحيحة والفهم الوسطي المعتدل، مشيرا إلى تلك المساحة الكبيرة للمشروع يتعدى كونه لأداء الصلاة المفروضة إلى أن يكون منارة حضارية دينية شرعية تجمع بين رؤية الأصل والعقيدة والشريعة وما بين الرؤية الحضارية العصرية.