لا يكاد يخلو شارع في جدة منهم، فهم يتواجدون في غالبية المواقع الحيوية في العروس، عبر عربات متحركة، أو بسطات ثابتة، يروجون من خلالها الخضراوات والفواكه مجهولة المصدر، ولم تقتصر أضرارهم على تقديم السلع الضارة للمستهلكين، بل يتسببون في إرباك حركة السير، والاستيلاء على بعض المواقع المهمة، بتحويلها إلى مراكز انطلاق لمزاولة أنشطتهم المخالفة، إنهم الباعة الجائلون من مخالفي أنظمة العمل والإقامة، الذين تزداد أعدادهم في جدة يوما بعد آخر، في حين يطالب عدد من الأهالي الجهات المختصة بضبطهم، ووضع حد لتجاوزاتهم. وشدد سامي الحربي على أهمية ضبط الباعة الجائلين ومنعهم من مزاولة نشاطهم المخالف، لافتا إلى أن يلحقون أضرارا صحية واجتماعية واقتصادية في البلاد. وذكر أنهم يبيعون سلعا تالفة، بفعل أشعة الشمس الحارقة والغبار والأتربة وعوادم السيارات التي تحيط بها باستمرار، متمنيا إنهاء خطرهم في أسرع وقت، لافتا إلى أن الأمر بيد المواطن من خلال توقفه عن الشراء منهم. إلى ذلك شكا مشعل الروقي من جرأة عدد من مخالفي أنظمة العمل والإقامة، ومزاولتهم بيع خضراوات وفواكه تالفة في مواقع حيوية من جدة، لافتا إلى أنهم يتواجدون في أنحاء العروس كافة، مثل الأسواق وقرب المساجد ومحطات الوقود والدوائر الحكومية. وأفاد أنهم يتحكمون في الأسعار ويتنقلون من موقع لآخر دون حسيب، موضحا أن العمالة المسيطرة على «الحلقة» تصرف الفائض من الخضار والفواكه المخزنة من خلال أبناء جلدتهم المخالفين الذين يبيعونها في بسطات الشوارع والعربات بأسعار زهيدة. من جهته بين مدحت أحمد أن نشاط البسطات المخالفة لا يقتصر على بيع الخضار فقط، بل غالبيتها يتلقف الفائض من السلع التي تتخلص منها المتاجر الكبرى، لتبيعها بأسعار رخيصة على العربات المتحركة والبسطات في الأحياء الشعبية وأمام بوابات الجوامع والأسواق التي تشهد إقبالا من الأجانب والأسر البسيطة وذوي الدخل المنخفض. وذكر سالم إبراهيم أن تجاوزات الباعة الجائلين لم تتوقف على بيع السلع التالفة، بل إن بعضهم يعتدي على المواقع الحيوية في المحافظة، مثل سيطرتهم على مشروع ومحيط نفق شارع صاري مع طريق المدينة، وتحويله إلى مكان لترتيب الفواكه ووضعها داخل الكراتين استعدادا لبيعها في الشارع المجاور للمشروع. وألمح إبراهيم أن مخالفي أنظمة العمل والإقامة استغلوا إهمال المقاول في جعل أبواب منطقة العمل مشرعة، وعدم وجود حراسة أمنية على مداخل ومخارج المشروع، وحولوا الموقع إلى مركز لهم ينطلقون منه لممارسة البيع في الشوارع المحيطة بهم. وعلى خط مواز أوضح مصدر مسؤول في أمانة جدة ل«عكاظ» أن الأمانة ممثلة في جميع البلديات والإدارة العامة للأسواق والرقابة التجارية، تكثف جولاتها الميدانية الصباحية والمسائية لمتابعة الباعة الجائلين المخالفين الذين يعرضون بضائعهم مجهولة المصدر في الشوارع العامة وأمام المساجد والمدارس والمحاور الرئيسية، مما يتسبب في الازدحام المروري. وذكر المصدر أن التنسيق والتواصل الفعال مع الجهات الأمنية أعطى نتائج إيجابية في رصد مواقع تواجدهم والقبض عليهم، وتسليمهم للجهات المختصة. بينما، أكد المتحدث الأمني في شرطة جدة اللواء مسفر الجعيد أن الحملات الأمنية تسير وفقا للخطط المحددة. وحسب المعلومات التي ترصدها دوريات البحث السرية والبلاغات التي تتلقاها الشرطة عن الظواهر السلبية والمخالفين. وأفاد أن الشرطة تنفذ حملاتها لمحاربة الجريمة في كافة أحياء جدة بشكل عام وحققت نتائج جيدة في ضبط المخالفين والمجهولين من جنسيات مختلفة، مبينا أنه جرى ضبط العديد من الحالات كالباعة المتجولين وضبط عدة مواقع تدار بأيدي المخالفين تبيع المواد الغذائية المنتهية الصلاحية والبضائع المقلدة، وجرى تحرير محاضر مفصلة بكمياتها وأنواعها وتسليمها للجهة المعنية لإتلافها. في حين، بين المتحدث الإعلامي في جوازات منطقة مكةالمكرمة المقدم محمد الحسين أن الجوازات تنفذ حملات متواصلة لمتابعة الباعة المتجولين، مؤكدا أن هناك تعاونا بين إدارة الجوازات والشرطة وأمانة جدة لمتابعة أوضاع المخالفين والعمالة المجهولة والباعة المتجولين. وذكر المقدم الحسين أنه تجري مداهمة المخالفين وضبطهم، وتسجيل بصماتهم الشخصية، للتأكد من عدم وجود بلاغات أو سوابق عليهم وفقا لنظام الوافدين، تمهيدا لاستكمال الإجراءات النظامية بحقهم.