من أين تأتي الفواكه والخضار التي تروجها عربات وباعة جائلون في محيط المساجد والاحياء والأزقة والحواري .. من أين جاء الباعة ومن الذي يمونهم بالبضاعة . المشهد في كل شوارع جدة واحد ، باعة يجوبون الشوارع طولا وعرضا يحملون على عرباتهم الخشبية كميات كبيرة من الخضار والفاكهة ،لا احد يعرف صلاحيتها للاستهلاك الآدمي ، كما أن الباعة انفسهم لا احد يعرف مدى التزامهم باشتراطات ومعايير الصحة العامة والنظافة .. فالخضار المعروضة تأكلها اشعة الشمس والغبار والأتربة قبل أن تأكلها الافواه ! الظاهرة لفتت انظار عبدالرحمن البخاري وسعيد محمد وعبد الاله جامع من سكان شارع الميناء جنوبجدة فقالوا بصوت واحد : ما يحدث مؤسف و مخيف فالباعة كما ترون ينتشرون بكثافة يبيعون خضروات وفواكه مجهولة المصدر بسعر اقل من السوق بكثير ما يضع المستهلك امام احتمالين اما ان السلعة غير جيدة وفاسدة او انها مسروقة. لكن الاحتمال الأول هو الارجح من الروائح التي تنعبث من الخضروات والفواكه المعطونة .. إن لم تكن فاسدة افسدتها الشمس او الايدي الفضولية التي تبعث بها ليل نهار لكن الاغلب ان الخضروات من انتاج مجاري وشبكات الصرف الصحي وتربتها المخلوطة بالمخلفات وروث البقر والسماد المحظور وما شابه ذلك. هؤلاء الباعة يروجون لمنتجات خطيرة على صحة الانسان وهو الامر الذي يرجح حدوث عواقب غير طيبة لمستخدميها ومستهلكيها . ويقول احدهم انه شخصيا اشتم رائحة المجاري في حزمة جرجير باعتبارها تحتفظ بالماء اكثر من غيرها من الخضروات . لا رسوم لا رقابة توفيق الزهراني وعبدالرحمن علي من سكان شارع قريش قالا ان اغلب الباعة من المخالفين لنظام الإقامة ولا نعلم من أين أتوا ، حتى خضرواتهم تروج بطريقة مخالفة وباسهل الصور في عربة لا يزيد حجمها عن متر ونصف المتر. ابحثوا عن غيرنا «عكاظ» رصدت بالقلم والعدسة ما يحدث في شارع البخارية الفاصل بين حيي الهنداوية والبخارية وأولى المصادفات كانت مع شاب يمني وآخر أفغاني، يقول اليمني الذي فضل عدم الافصاح عن اسمه: نشتري الفواكه والخضروات من حلقة الخضار و ليس من جهات مجهولة كما يروج البعض وعندما اوضحت له (عكاظ) بأن هناك من يشتكي من طعم ومذاق بعض الفواكه والخضروات ورائحتها الغريبة قال ربما هناك اخرون يبيعون خضروات ملوثة ..( نحن مساكين بالكاد نوفر لقمة العيش فابحثوا عن غيرنا) ويضيف الآن السوق فيها منافسة حادة بعدما دخلها افغان لم يكن لهم باع او خبرة في تجارة خضروات وفواكه العربات الجائلة . مأكولات ضارة بالصحة الدكتورة رويدا إدريس حثت على ضرورة اختيار المأكولات من خضر وفواكه بصورة جيدة حتى لا نعرض انفسنا الى الاثار السالبة والامراض فكثير من الناس يجهلون خطورة المواد الغذائية المكشوفة وخاصة التي تباع في العربات الخشبية والمعرضة مباشرة لكثير من عوامل التلوث البيئي من أتربة وحرارة شمس وعوادم سيارات وملامسة أيادي الناس . ما يحدث من الباعة ينبئ بعواقب صحية خطيرة يجب التنبه لها وتطويقه. الأمانة تتبرأ وتتوعد في المقابل اوضح المتحدث الإعلامي في أمانة جدة الدكتور عبدالعزيز النهاري ان الأمانة ليست هي الجهة الوحيدة المسؤولة عن انتشار الباعة المجهولين المنتشرين بكثافة في مدينة جدة فهناك عدة جهات رسمية تشترك مع الامانة منها الجوازات والشرطة وغيرها من الجهات، نحن لا نتوانى في تقديم خدماتنا وليس لدينا قصور في ذلك، وانتشار عربات الخضار والفواكه ليست مسؤوليتنا ، أضف إلى ذلك أن هؤلاء الباعة المتجولين هم كالسرطان وتجدهم في ازدياد مستمر طوال العام وليس هناك إحصائية رسمية بأعدادهم.