من أكثر الأشياء التي تستفزني حقيقة، هي ظهور هذه السيدة أو تلك في إحدى الندوات أو اللقاءات التليفزيونية ويتم التعريف بها من قبل المقدم على أنها (ناشطة حقوقية!!)، وبكثير من الثقة والاعتزاز بالنفس تأخذنا إلى نقد كافة أعمال الجهات القضائية والتنفيذية، شارحة بسطحية تامة رؤاها وملاحظاتها حول أوجه القصور لتلك الجهات، ثم تعرج بشيء من الثقة والتعالي إلى إبداء الوسائل والحلول التي تطالب بسرعة اتباعها من أجل النهوض بالمهام المناطة بمنسوبي ومسؤولي تلك الجهات، وما أن يحاول أحد الحاضرين إبداء وجهة نظره المخالفة والإيجابية حول ما ذكرته، حتى تبدأ نبرة صوتها في الارتفاع مرددة وهي تضرب بقبضة يدها على الطاولة : كلامك هذا مردود عليه، فأنا لا أتكلم من فراغ، بل من واقع قضايا إنسانية تابعتها بنفسي!!. في الحقيقة لا أدري من منح هذه السيدة أو تلك لقب (ناشطة حقوقية)؟!، ومن سمح لها أصلا بمتابعة قضايا الآخرين لدى الجهات المختصة؟!، ومن عزز ثقتها بنفسها إلى هذه الدرجة حتى أصبحت ترى نفسها أكثر علما ودراية من الجميع؟!، والأدهى والأمر من هذا كله، أنها لا تلبث أن تصرح في نهاية كل لقاء بأنها (تخلت عن هذا اللقب إلى الأبد) في إيمائه منها بأنه لم يعد يشرفها لما رأته من قهر وظلم للإنسان!!. حسنا سيدتي، أتمنى أن تهدئي قليلا (حتى لا يطق لكِ عرق) وإن كنت لا أعتب عليكِ فعتبي كله على من منحكِ هذا اللقب الكبير (الذي لولاه لما عرفكِ أحد) وسواء الإعلام أو الجمعية الخيرية التي تنتمين إليها أصبغت عليكِ هذا اللقب بناء على طلبكِ (اتباعا للموضة) أو (لملء وقت فراغكِ)، فكل هذا لا يعطيكِ الحق أبدا في ممارسة مهنة المحاماة تحت أي مسمى هذه المهنة العريقة التي وضع النظام لمزاولتها ضوابط وشروطا معينة، كيف تمكنتِ بخبرتكِ المتواضعة وشهاداتك الدنيا من الحصول على وكالات الغير ومتابعة قضاياهم لدى الجهات القضائية وهناك ما يقارب 2000 سيدة من خريجات القانون المؤهلات لازلن ينتظرن الترخيص ويبحثن عن موطئ قدم في أروقة المحاكم ومنصات المرافعة؟! كيف تمكنتِ من مزاولة هذه المهنة العريقة في ظل وجود نص نظامي صارم يعاقب بالسجن والغرامة كل من ينتحل صفة المحامي أو يمارس المهنة خلافا لأحكام النظام؟!، بأي وجه بالله عليكِ تتحدثين عن سبل حل الخلافات الأسرية وإصلاح ذات البين وقد عجزتِ عن حل مشكلاتك الخاصة!!. [email protected]