لم يكن الشاب الكويتي رماح محمد آل روق القحطاني يعلم أن الموقف الذي تعرض له قبل ربع قرن حين أنقذه والده من الغرق على شاطئ الخليج العربي في الكويت، سيتكرر مرة أخرى ولكن بصورة مختلفة، إذ تمكن رماح من إنقاذ طفلة تبلغ من العمر نحو ست سنوات بعد أن جرفها سيل وادي العقيق في المدينةالمنورة وأسقطها في إحدى حفر الوادي. وقبل سقوط الصغيرة لم يكن رماح يعرف عنها أي شيء سوى أنها نظرت إليه قبل أن تهوي في الماء وشعر من خلال تلك النظرات أنه أب لتلك الطفلة، وعلى الفور رمى بنفسه في تلك الحفرة التي يبلغ عمقها نحو متر ونصف المتر، وتمكن من الإمساك بالطفلة بعد سقوطها إلى أسفل الحفرة، ثم رفعها إلى الأعلى، وعندما حاول المتواجدون استلام الطفلة من رماح، رفض إلا أن يسلمها بنفسه لذويها، ثم سجد لله «شاكرا» واستقبل ابناءه الذي صدمهم هول الموقف حيث قالوا له «بغيت تموت وتخلينا». وأوضح رماح الذي يقطن في سكن طلاب الجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة، حيث يستكمل دراساته العليا في كلية الدعوة وأصول الدين في الجامعة، أنه بعد صلاة عصر يوم الجمعة الماضية اصطحب أبناءه محمد وعثمان وسارة لوادي العقيق لمشاهدته. وقال: «عند وصولي للوادي شاهدت السيل، وذلك للمرة الأولى في حياتي، ورأيت عددا من أهالي المدينةالمنورة يتجمعون بالقرب من السيل، فدفعني الفضول للاقتراب منهم». وبين أنه حين قرر مغادرة الوادي مع أبنائه، سمع صوت استنجاد مصدره سيدة، وعندما نظر إلى الخلف، شاهدت السيل وهو يجرف الطفلة التي دفعها المياه أثناء عبورها هي ووالدتها السيل. مضيفا: «حاولت السيدة اللحاق بابنتها لكنها لم تتمكن من ذلك، حيث وصلت الأم إلى حافة الحفرة بعد أن سقطت الطفلة داخلها، عندها شعرت بدوري كشاب مسلم تجاه هذه الطفلة، التي شعرت بأنها ابنتي، قذفت بنفسي إلى داخل الحفرة دون تردد، حيث تمكنت من الإمساك بشعرها داخل السيل وسحبها إلى الأعلى». وواصل رماح: عند خروجي من السيل، بادرت على الفور بالسجود شكرا لله، وبعد ذلك جاء ابني عثمان ومن بعده محمد، ووصلت ابنتي سارة وقالت «يا بوي بغيت تروح وتموت وتخلينا». وذكر القحطاني أن والدته هي أول من اتصلت عليه بعد الواقعة، حيث شكرت الله لسلامة ولدها والطفلة. .