مهما كنت إنسانا مهذبا، رقيقا، حلو المعشر، مرهف الأحاسيس، يحب لإخوته في الإنسانية ما يحبه لنفسه، ويقدمهم في مواقف كثيرة على نفسه، لابد من أن تواجه في أيامنا هذه من يرفع ضغطك مستفزا أفظع المشاعر السلبية الخامدة في أعماقك، ومستثيرا عدوانيتها الداخلية إلى حد لم تكن تتوقعه أنت من نفسك فضلا عن المحيطين بك! وإذا كانت تربيتك لا تسمح لك بالإفصاح عن مشاعرك السلبية تلك ومواجهتها بثورة تحرق أمامها الأخضر واليابس؛ فليس أمامك إلا أن تعض على جرحك، وتكظم غيظك، وتحاول التنفيس عن غضبك بطريقة إيجابية كممارسة الرياضة البدنية أو الغرق في هواية ينسيك عشقك لها جنون العالم، أما إذا كنت ممن لا يحسنون السيطرة على مشاعرهم فليس لصحتك غير سوء العاقبة. هؤلاء المستفزون تجدهم في كل مكان.. في الشارع، في السوق، في العمل، في المستشفى، وفي كل بقعة حيوية قد تخطر لذهنك. تتضاعف أعدادهم يوميا كخلايا سرطانية عصية على العلاج، وهذا ليس بالأمر الغريب إذا عرفنا أنه مع ازدياد عدد الناس في البلدان التي لم تصل بعد إلى معادلات التخطيط الملائمة لنموها السكاني لا بد من أن تتضاعف المشكلات بمرور السنوات، ومع تضاعف المشكلات الاقتصادية ثم المجتمعية تتفاقم المشكلات السلوكية فالأزمات الإنسانية التي تجر وراءها الضغوطات النفسية المؤدية إلى صدمات صحية مفاجئة، وارتفاع في معدلات العنف اللفظي والسلوكي الناجم عن تراكم تلك الضغوطات على أعصاب الفرد، وهي النتيجة التي بدأت تطل برأسها من حولنا بكل أسف. للتواصل عبر تويتر: Twitter @zainabahrani [email protected]