دفعت مديريات الدفاع المدني بمسوحاتها الميدانية للمواقع التي يتوقع جسامة خطورتها، نتيجة هطول الأمطار ودهم السيول بها، ما يؤدي إلى ارتفاع في منسوب المياه داخل المدن الكبيرة والمحافظات والمراكز، محملة في هذا الخصوص الأمانات والبلديات نتيجة الكوارث الناتجة عنها. وأبانت في خطابات لأمارات المناطق والمحافظات، أن تلك المواقع دائما ما يتكرر منها الخلل، حيث مازالت على صورتها دون تغيير أو محاولة لتلافي الخطر المحتمل منها سنويا، وأن السبب الرئيس فيها هو تقاعس الأمانات والبلديات. وطلبت منها مباشرة واجبها تجاه بعض الإشكاليات التي تواجهها المديرية العامة للدفاع المدني عند هطول الأمطار وجريان الأودية وتجمع المياه المندفعة بغزارة، ما قد يؤدي لقطع الطرق والمواصلات أو يؤدي لرفع منسوبي المياه وإعاقة الحياة العامة، وقد تخلف آثارا دامية في الأرواح والممتلكات. واستعاضت المديرية العامة للدفاع عن الخرائط الورقية لهذه المواقع بمصورات جوية ورصد إلكتروني دقيق يساعدها في حالة تعرضها لدهم السيول في عملية الإنقاذ والمتابعة وتعزيز الإمدادات ورصد مقدرة الفرق الميدانية للتعامل مع الموقف، مؤكدة بأن هذه الخطوة من الرصد، بدأ العمل بها في المدن الكبيرة على أن يتم تعميمها على كافة مناطق المملكة. ووضعت مديرية الدفاع المدني نتيجة مسوحاتها الميدانية التي نفذتها مديرياتها في كل منطقة، أمام أمراء المناطق، حيث حددت من خلالها المواقع الجغرافية والمكانية داخل المدن والأحياء المعرضة لدهم السيول وارتفاع في منسوبي المياه نتيجة غزارة الأمطار هذه الأيام، مطالبة الجهات المسؤولة من أمانات المناطق باتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة أي كارثة قد تقع في المواقع التي رصد تجمع السيول بها، والتي قد تؤثر على الحياة العامة وتخلف خسائر في الأرواح والماديات. وجاءت عملية الرصد والمسح الميداني، بتحديد الشوارع ومواقعها ومسمياتها، وكذلك المناطق السكنية التي ستتأثر من السيول والأرصفة الداخلية والخارجية للشوارع العامة والمباني الحكومية والمدارس الواقعة في مجاري السيول والقريبة منها، وحتى الإشارات المرورية والمناطق العشوائية في الهجر والقرى. من جهته أوضح أمين المنطقة الشرقية المهندس ضيف الله العتيبي، أن أمانة المنطقة الشرقية، استعدت لمواجهة الأمطار بتشغيل محطات تصريف مياه إضافية لتلك المحطات العاملة، بطاقة تصريفية 46.000م3 بالساعة، حيث تعمل المحطات على ضخ مياه الأمطار إلى مياه الخليج عن طريق خطوط الطرد والتي يبلغ اجمالي اطوالها 45 كيلومتر، بأقطار تتراوح من 1200 إلى 1400 ملم، وبتكلفة 110 مليون ريال، إضافة إلى 20 محطة لتصريف المياه قائمة، ليصبح عدد المحطات 27 محطة لتصريف المياه. وأشار إلى أنه تم تطبيق خطة للطوارئ الخاصة بتصريف مياه ودرء أخطار التجمعات يشارك فيها عدد كبير من الأفراد والمسؤولين والمقاولين، إلى جانب المعدات والآليات. وأوضح العتيبي، أنه تم تجريب شبكات ومحطات تصريف مياه الأمطار بالدمام، حيث وقفت الأمانة على كامل طاقتها التصريفية كما هو مخطط له، بواسطة مشغلين متواجدين على مدار الساعة مع المرور الدوري والمستمر لفرق الصيانة على جميع المحطات، حرصا على ضمان الاحتفاظ بالكفاءات التشغيلية المطلوبة، أما في المناطق غير المخدومة بشبكات التصريف، فقد تم الرصد المسبق لمواقع التجمعات الرئيسية، حيث كلف مقاول التشغيل بشفط المياه أولا بأول، باستخدام المضخات وصهاريج المياه، وفق خطة العمل المعدة مسبقاً، كما تم تجهيز فرق عمل للقيام بمراقبة انسياب المياه إلى فتحات التصريف، ورفع ما يسبب انسدادها، إضافة إلى فرق عمل ميداني من ذوي الاختصاص والخبرة في مجال تصريف الأمطار للقيام بمجموعة من المهام تتمثل في تقييم أداء المقاولين والوضع التشغيلي لمحطات وشبكات التصريف والرصد الميداني لمواقع التجمعات تمهيدا لوضع الحلول العاجلة والدائمة. ونوه أمين المنطقة الشرقية بالتوجيهات الدائمة والمتابعة المستمرة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية وسمو نائبه صاحب السمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد اللذين يحرصان كل الحرص على خدمة وسلامة المواطن والمقيم على حد سواء.