هو من أعظم العبادات الإسلامية، ومن أعظم وسائل التعارف بين الشعوب الإسلامية؛ حيث تتجلى فيه الوحدة الإسلامية، واتصال المسلمين بعضهم ببعض على اختلاف أجناسهم ولغاتهم مجتمعين في مكان واحد، وزمن واحد، متجهين لقبلة واحدة يعبدون ربا واحدا، فتظهر أواصر التآخي بين المسلمين، والإحساس بوحدة العقيدة، والآمال، وفيه تحقيق مصالح الدنيا والدين، ونصرة المستضعفين، وحل مشكلات المسلمين، والتعرف على أحوالهم، والدعوة إلى الله؛ ومن رحمة الله تعالى أن فرضه على المسلم المستطيع مرة واحدة في العمر، وما زاد فهو تطوع. قال الله تعالى: (.. ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عنِ العالمين) 97، آل عمران. وفي الحج منافع دينية ودنيوية واجتماعية فأداء الحج طاعة لله وإخلاص العمل فيه ينال المسلم الأجر والثواب، فكيف فالحاج المسلم يترك الولد والأهل والوطن ، ويكابد المشقة والعناء، ويجد فيه المتعة الإيمانية والراحة النفسية والبدنية، وفيه الخضوع لله حيث يؤدي المناسك مابين المشاعر قولا أو عملا، وقلوبهم متعلقة بالله، وألسنتهم تردد الأذكار ما بين الصلاة والتلبية والتهليل والتحميد والتكبير ، والذبح والتقرب إلى الله وحده . ولأهمية هذا الركن نزلت في القران الكريم سورة الحج تتلى آياتها حتى يوم القيامة. واجتماع الحجيج في صعيد عرفة في لباس الإحرام متجردين من الثياب وحطام الدنيا قد جاؤوا ملبين مهللين من كل صوب ومكان ليذكرنا بيوم الحساب، والوقوف بين يدي الرحمن. عبد العزيز السلامة