رحب إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم في خطبة الجمعة أمس بالمسجد الحرام بحجاج بيت الله الحرام قائلاً: لقد حللتم أهلاً ووطئتم سهلاً في بيت الله الحرام مكةالمكرمة البلد الأمين أم القرى، ملبين دعوة أبينا إبراهيم عليه السلام، فها هي أفئدة من الناس تتقاطر إلى هذا البيت العتيق تهوي إليه أفئدتهم قبل أجسامهم، يفدون إليه رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق. وأضاف فضيلته يقول «إن من تأمل قصة هذا البيت العتيق وما مر به عبر القرون والعصور وهو شامخ البنيان ثابت الأركان بدأ في وادٍ غير ذي زرع لا ماء به، ولا شجر ولا شيء، ليس به أنيس ولا جليس ونراه اليوم بيتًا معمورًا لا تمر لحظة إلاّ وفيه طائف أو راكع أو ذاكر أو ساجد، بلد كان لا يقصده القاصد إلاّ ووصيته مكتوبة عنده، لأن شد الرحال إليه مظنة من مظان الهلاك إمّا تيهًا أو جوعًا وعطشًا أو قطعًا للطريق، وربما كان يُقال عنه قديمًا الذاهب إليه في عداد المفقود، والعائد منه كالمولود لبُعد المسافة، ووعورة الطريق، وقلة الزاد والراحلة». موضحًا أن النفوس المؤمنة تصقل من خلال توثيق الصلة بالله في الحج وتجديد الولاء له بالتوحيد في صيغة التلبية والتهليل، وفي صيغة التكبير. وعند الإحرام وفي عرفة وعند رمي الجمار، وكأن ذلك التوحيد علامة على أن من أراد أن يغفر الله له فليوحده حق توحيده، وليجعل الأمر كله لله خلقًا وعبادةً، وأمرًا ونهيًا «لا مبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدًا». وبيّن إمام وخطيب المسجد الحرام أن من مقاصد الحج إقامة ذكر الله بالتوحيد، فتارة يكون بالتلبية وتارة يكون بالتهليل، وتارة يكون بالتكبير وكلها أذكار تؤكد انفراد الله في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، مشيرًا إلى أنه يستحب لحجاج بيت الله الحرام ذكر الله حال القيام والقعود والمشي والركوب والاضطجاع والنزول والسير للمحدث والجنب والحائض في الليل والنهار وعند الأسحار وفي أدبار الصلوات. - وفي المدينةالمنورة قال إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ على الحذيفي في خطبة الجمعة أمس : إن عز العبد في عبوديته لربه عز وجل وقوة المسلم في توكله على مولاه وغناه في مداومة الدعاء برفع حاجاته كلها إلى الله تعالى وفلاحه في إحسانه لصلاته وحسن عاقبته في تقواه لرب العالمين وانشراح صدره وسروره في بر الوالدين وصلة الأرحام والإحسان إلى الخلق وطمأنينة قلبه في الإكثار من ذكر الله وانتظام أمور الإنسان واستقامة أحواله بالأخذ بالأسباب المشروعة، وخسران العبد وخذلانه في الركون إلى الدنيا والرضا بها ونسيان الآخرة والإعراض عن عبودية الرب جل وعلا، موردًا في هذا السياق قول الحق تبارك وتعالى في محكم كتابه (ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون). وأوضح أنه إذا شرع الله عبادة، دعا المكلفين إلى القيام بها والتقرب إليه بها، وأنه إذا لم يستطع المكلفون القيام بها، فإن الله شرع لهم من الطاعات من جنس ما فاتهم من العبادات لينالوا عز الطاعات وثواب القربات، شارحًا ذلك بالقول إن من لم يدرك والديه فقد شرع الدعاء لهما والحج عنهما والصدقة عنهما وصلة رحمهما ومن أدركهما ثم ماتا فكذلك يستمر على برهما وصلة الرحم التي لا توصل إلاَّ بهما، وإكرام صديقهما. وحث فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ على الحذيفي المسلمين بالإكثار من ذكر الله في هذه الأيام المباركة، قائلاً «إن من أفضل الذكر تلاوة القرآن الكريم «.