فازت الكاتبة الإنجليزية هيلاري مانتل بجائزة مان بوكر للرواية عن روايتها «Bring Up the Bodies أخرجوا الجثث»، لتكون أول امرأة، وكذلك أول بريطانية تفوز بالجائزة مرتين، و«أخرجوا الحثث» هي الجزء الثاني من روايتها التاريخية التي تتناول حياة السياسي الإنجليزي توماس كرومويل، والتي سبق لمانتل الفوز بالجائزة نفسها عام 2009 م عن جزئها الأول «قاعة الذئب»، الذي تدور أغلب أحداثه في قاعة محكمة «تيودور»، حيث يعمل توماس كرومويل، أحد موظفي هنري الثامن (1491 1547)، الذي كان مسؤولا عن تسوية القضايا والمنازعات القانونية في عشرينيات القرن السادس عشر، ومن خلال ذلك تنقل ملامح عصر كامل (قضاة، ومحامون، وخيانات، وصراع على السلطة في ذلك العصر الممتلئ بالعنف والاضطراب)، مسقطة ذلك على عصرنا الحالي، وقد قضت مانتل عشرين عاما من البحث والكتابة حتى اقتنعت بصيغة الرواية النهائية. ولدت الروائية مانتل في جلوسوب بإنكلترا في 6 يوليو 1952، ودرست القانون في كلية لندن وجامعة شيفيلد، وتخرجت مع شهادة البكالوريوس في الفقه القانوني عام 1973، وبعد تخرجها عملت كباحثة اجتماعية للمجتمعات الإنجيلية حتى عام 1975، اتجهت لتدريس الإنجليزية بعد ذلك في بوتسوانا حتى العام 1980م، وأصيبت مانتل عام 1979 باضطراب هورموني تركها غير قادرة على الإنجاب، وقد تناولت ذلك في رواية «مذكرات التخلي عن الأشباح»، ونشرت كذلك «كل يوم هو عيد الأم»، وهو العمل المستوحى من تلك المأساة التي عاشتها، وكذلك من تجربتها كباحثة اجتماعية عام 1985م، عشقت مانتل النقد السينمائي فعملت كناقدة سينمائية في مجلتي الناقد السينمائي والمشاهد من عام 1987 وحتى العام 1991، وفي عام 2006 حصلت على أول جائزة لها على مستوى قائد وسام الإمبراطورية البريطانية، وبعد الإعلان عن فوزها ببوكر، قالت: «أستطيع أن أقول لكم في هذه اللحظة: أنا سعيدة وأكاد أطير في الهواء»، وفي مقابلة لها مع صحيفة الغارديان اللندنية بتاريخ 12 سبتمبر 2009 م، قالت في ردها على سؤال عن دوافعها للكتابة: «أنا أركض، فالكثير من الوقت يحتاجني، وأنا أعتمد على طاقتي العقلية، وبلدي هو الوقود البديل لجسدي، لكنه يصرخ بي: اذهبي، اذهبي، اذهبي للراحة، وأنا لدي الكثير من الأفكار لتحقيقها ولم أستنفد بعد كل طاقتي». يشار إلى أن جائزة بوكر هي من أهم الجوائز الأدبية المخصصة للأعمال الروائية باللغة الإنجليزية، وذلك منذ تأسيسها عام 1968م، وتمنح لأفضل رواية كتبها مواطن من المملكة المتحدة أو من دول الكومنولث أو من جمهورية آيرلندا، ولها فرع يهتم بالرواية العربية، وهي الجائزة العالمية للرواية العربية التي تم إطلاقها في أبو ظبي في أبريل 2007. أعضاء لجنة التحكيم في جائزة «بوكر» هم من نخبة النقّاد والكتاب والأكاديميين، ويتغيرون كل سنة بغية الحفاظ على صدقية الجائزة ومستواها، والجائزة خاصة بالرواية حصرا، وهي تكافئ كلا من الروايات الست التي تصل إلى القائمة النهائية بعشرة آلاف دولار أمريكي، بالإضافة إلى خمسين ألف دولار أمريكي للفائز. ال«بوكر» جائزة لها تأثير على الكاتب الذي يفوز بها، إن معنويا (ترجمات وشهرة عالمية)، أو ماديا (قيمة الجائزة وانعكاسها على مبيعات الكتب). تفرعت من ال «بوكر» جائزتان عالميتان للرواية هما: جائزة بوكر الروسية التي تأسست عام 1992، وجائزة كاين للأدب الأفريقي عام 2000 م، وفي أبريل 2007 تم إطلاق النسخة العربية من الجائزة بعد تعاون وتنسيق بين مؤسسة بوكر، مؤسسة الإمارات، ومعهد وايدنفيلد للحوار الاستراتيجي.