طوال تاريخها، حرصت المملكة العربية السعودية باعتبارها بلد الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين، أشد الحرص على أن تبلغ عمارة المسجد الحرام والمسجد النبوي والمشاعر المقدسة ذروتها، بتوسعات غير مسبوقة وخدمات عالية الجودة، وفق رؤية علمية ودراسات تستشرف النمو المتزايد في أعداد الحجاج عاما بعد عام. إن المتتبع لتاريخ عمارة الحرمين الشريفين يلاحظ الحرص الكبير على أن تحدث هذه التوسعات المدروسة بعناية نقلات تاريخية غير مسبوقة، تتجاوز الزمن، وتستثمر جميع المعطيات الهندسية والتقنية الحديثة، وتوفير أعلى معدلات الراحة لضيوف الرحمن، حتى أصبح المسجد النبوي وقبله المسجد الحرام تحفة معمارية شيدت بعناية وعلى أعلى المواصفات، وتأتي رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وتأسيسه مشروع التوسعة الأكبر في تاريخ المسجد النبوي لتسجل صفحات جديدة، في التاريخ السعودي الناصع، في عمارة الحرمين الشريفين منذ عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، يرحمه الله. لقد شهدت مكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة منذ عهد الملك عبدالعزيز وحتى العهد الزاهر اهتماما خاصا في كل ما من شأنه نهضتها وتقدمها، فشقت الطرق والأنفاق، وهيئت المساحات والساحات، وجندت الطاقة البشرية والمالية لتوفير كل ما يحتاج إليه القادم إلى هاتين المدينتين المقدستين لأداء نسكه. وفي شأن المسجد النبوي نتذكر التوسعة الكبرى للساحات الشرقية وتظليل ساحات المسجد النبوي التي قدرت تكلفتها بأكثر من أربعة آلاف وسبعمائة مليون ريال، والتي اشتملت على تركيب 182 مظلة تغطي جميع ساحات المسجد النبوي لوقاية المصلين والزوار من أشعة الشمس ومخاطر الأمطار، واستفاد منها بعد انتهائها أكثر من مائتي ألف مصل. إن جهد المملكة في عمارة وخدمة الحرمين الشريفين تأتي من منطلق إيماني وواجب وطني وهي تعظيم لشعائر الله، وهي تلحق مشروعات سابقة، شهدها عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، في غير مكان من المشاعر المقدسة، ومكةالمكرمة والمدينة المنورة بل وفي جميع الأماكن التي لها علاقة بالحج والحجاج والمعتمرين.