يسابق 500 عامل بمساندة 200 آلية الزمن لفتح نفقين سينقلان حي الحجون بمكةالمكرمة ليلامس المنطقة المركزية حيث تجاوز ما أنجزوه 50 % من المشروع حتى الآن. (حي الحجون) أحد أشهر أحياء مكةالمكرمة التاريخية والذي تجاوز عمره السبعين عاما سيلامس ساحات المسجد الحرام لأول مرة في تاريخية ستخترق جبل الدفا ويحتضن الحجون حي المدابغية التي تعد من أقدم أحياء دباغة الجلود إذ تتميز بانتشار روائح أشجار العرعر والشبث وأشجار أخرى تستخدم في هذه الصنعة مع روائح الجلود فهو الحي الذي بني على هذه الصنعة المكية التي اندثرت ولم يعد لها أثر في مدينة عرفت بالتقاء الصناعات والثقافات كونها مظلة لقاء لكثير من الجاليات الإسلامية وتشير المصادر أن الحي كان يضم أكثر من 50 مدبغة يعود تاريخها لأكثر من 300 عام اشتغلوا بها المغاربة القادمين إلى مكةالمكرمة إذ كان لكل صاحب مدبغة منزل بجواره وكانت الجلود تجلب من مسالخ مكةالمكرمة وخاصة في موسم الحج عند ذبح هدي الحجاج، ثم تدبغ بقشر الرمان وأشجار الشبث والعرعر التي تجلب من جبال الطائف. ويمتد حي المدابغية ما بين جبل السيدة المطل على مقابر المعلاة إلى شارع الحجون الرئيسي. ويعتبر حي الحجون من أكبر الأحياء التجارية في مكةالمكرمة حيث يضم أكبر سوق شعبي في مكةالمكرمة للملابس النسائية والاكسسوارت إذ ذاعت شهرت السوق في كافة مدن المملكة ويحرص الكثير من المعتمرين من التسوق من هذا السوق نظرا لاعتدال أسعاره. ويتواصل في هذه الأيام العمل ليل نهار لفتح نفقين للمشاة بطول 300 متر ستنقل حي الحجون إلى ساحات المسجد الحرام حيث نزع لها قرابة 400 عقار لتنفيذ هذا المشروع الهام. عدد من سكان الحي ذكروا ل «عكاظ» أن الحي لم يتبق فيه سوى عدد قليل من سكانه الأصليين حيث إن الحي تحول إلى مأوى للخادمات المخالفات والعمالة التي تعمل في سوق العتيبية التجاري. ويذكر ناصر الزهراني (عقاري) أن أسعار العقار في الحجون ارتفعت حتى وصل سعر المتر إلى 50 ألف ريال للمتر في الوقت الذي كان السعر المتداول ما بين 20 إلى 30 ألف ريال على الشارع العام. ويضيف الزهراني أن غالبية المنازل مهجورة وذات مساحات صغيرة وهي غير صالحة للسكن حاليا. من جهته كشف ل «عكاظ» الدكتور فواز الدهاس أستاذ تاريخ الجزيرة العربية والمشرف العام على المتاحف بجامعة أم القرى أن الحجون هو كدا الذي دخل منه سعد أبن عبادة يوم فتح مكة. وأضاف أن حي الحجون عبارة عن سلسلة جبال تمتد من الشمال للجنوب وبها مقبرة أهل مكة منذ العصر الجاهلي وحتى الآن وكانت المقبرة على سفح الجبل ثم امتدت إلى الوادي وكان هناك جبل يربط بين الحجون والوداي ثم قام معاوية بن أبي سفيان بشق الجبل الذي يربط الحجون بالوادي ثم أكمل بعده عبدالملك بن مروان وكذلك الدولة العباسية والآن تم فتح الطريق وسهل كثيرا وحاليا يتم فتح أنفاق لربط حي الحجون بالمنطقة المركزية. وقد كانت المقبرة متصلة فيما بينها ثم فصلت بالجسر الحالي وعمل نفق يربط بين أجزاء المقبرة وأبان الدهاس أن هذه المقبرة تضم بين جنباتها قبور عدد كبير من الصحابة ومنهم السيدة خديجة رضي الله عنها في الناحية الشمالية وبها سمي الجبل بجبل السيدة كما تضم قبر ابن الزبير في الناحية الجنوبية.