أكد وزير الصحة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة أن تاريخ المملكة على مدى اثنين وثمانين عاما حافل بالعديد من المنجزات، التي وضع لبناتها الأولى الملك المؤسس وواصل أبناؤه البررة من بعده استكمال البنيان ومواصلة المسيرة. وقال في كلمة بمناسبة اليوم الوطني الثاني والثمانين: ذكرى اليوم الوطني تحتم على كل مواطن أن يتعمق في الإنجازات التي تحققت والتنمية والتطور اللذين نعيشهما في مختلف مجالات الحياة وفي هذا العهد الزاهر خاصة، فهما ثمار جهد لعطاء المخلصين وعلينا جميعا واجب الشكر والثناء لله وحده والمحافظة على هذه المكاسب وتعزيزها حتى يستمر العطاء وتنعم الأجيال بثمار ما غرسته أيادي المخلصين في هذه الأمة. وأوضح أن الإرادة القوية والعزيمة الصادقة والرغبة الأكيدة في دفع مسيرة البناء والتقدم سمة مميزة وبارزة لقادة المملكة منذ عهد مؤسسها الملك عبدالعزيز - رحمه الله - وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله حيث شهدت مسيرة المملكة مراحل ثرية حافلة بالإنجازات، وترسيخ أسس التطور في البلاد وبناء قاعدة اقتصادية وطنية صلبة وضعتها في مصاف القوى الاقتصادية المنتجة والمصدرة، إضافة إلى تمكين الإنسان السعودي من اللحاق بركب التطور في العالم بفضل ما تحقق في المملكة من نهضة شاملة، وأسهمت تلك المكانة في تفعيل دور المملكة في المجموعة الدولية من خلال منظمة الأممالمتحدة التي شاركت في تأسيسها. وأكد وزير الصحة أن الدعم السخي والاهتمام الكبير الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله للخدمات الصحية وتوجيهاتهما المستمرة، انعكس إيجابا على إنجاز خطط وبرامج وزارة الصحة الرامية إلى تحسين الأداء وخدمة المريض، ورفع مستوى العاملين، والسيطرة، والتحكم في الأمراض، والاكتشاف المبكر لها. وبين أن وزارة الصحة حققت خلال السنوات القليلة الماضية العديد من الإنجازات ضمن خطة استراتيجية صحية شاملة للسنوات العشر المقبلة، هدفها تقديم خدمات صحية بأعلى مستويات الجودة العالمية، بما يحقق تطلعات ولاة الأمر حفظهم الله ويلبي احتياجات المواطنين الكرام في وطننا الغالي، انطلاقا من رؤية واضحة تتمثل في توفير الرعاية الصحية المتكاملة والشاملة حيث بنيت على المشروع الوطني للرعاية الصحية المتكاملة والشاملة الذي أسس على مفهوم العدالة والشمولية ومعايير وطنية وعالمية تضمن إرساء هذه المفاهيم الراقية التي وجه بها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله . وأفاد أن وزارة الصحة من هذا المنطلق تبنت تنفيذ منهجية موضوعية أرستها السياسة الحكيمة للقيادة الرشيدة في مختلف المجالات لتقديم الخدمات الصحية، وقاية وعلاجا وتأهيلا من خلال منظومة متكاملة من المرافق، خصصت لها الميزانيات الضخمة في سبيل الوصول إلى أمن صحي شامل للجميع، مشيرا إلى أن إجمالي مستشفيات وزارة الصحة 251 مستشفى، وعدد مراكز الرعاية الصحية الأولية 2109 مراكز صحية. قال الدكتور الربيعة: واكب هذا البناء والتوسع حراكا تطويريا شاملا تضمن تعزيز وتطوير العمل المؤسسي والإداري بالوزارة من خلال إنشاء المجالس التنفيذية بالوزارة والمناطق للتأكد من وجود القرار الجماعي الذي يبنى على الأدلة والبراهين، وتطوير الجودة وسلامة المرضى، إضافة إلى تنفيذ استراتيجية الصحة الإلكترونية، وتدريب وتنمية الكفاءات البشرية، واستحداث العديد من البرامج التطويرية التي ركزت على خدمة المريض وسلامته تحت عنوان ( المريض أولا )، مثل برنامج الطب المنزلي الذي وصلت خدماته إلى 17 ألف مريض في مقر إقامتهم، وبرنامج الطبيب الزائر الذي يضمن وصول مختلف التخصصات الطبية المتخصصة والنادرة إلى كافة المناطق حيث تم دعوة 1700 طبيب زائر من مختلف التخصصات، علاوة على برنامج جراحات اليوم الواحد وتدوير الأسرة الهادف إلى الاستفادة القصوى من الأسرة لخدمة المريض. وأوضح أن الوزارة تقوم حاليا بإدخال برامج جديدة حيث سينطلق خلال الأشهر القليلة المقبلة برنامج الإحالة الإلكتروني تسهيلا للمواطن ونقل المرضى بين مرافق الرعاية الصحية، وإنشاء غرفة للتحكم والطوارئ للإجابة على أسئلة المواطنين والمستفيدين من خدمات الوزارة، ونقل الحالات الطارئة للأماكن المناسبة لعلاج المريض.