في وقت لم تندمل اصابات بعض المتزاحمين على الصفوف الأولى أمام بوابات جوازات جدة منذ أسبوعين تقريبا، لا تزال الصفوف تشكل معاناة لمراجعي مقر الجوازات الذي يشهد المئات يوميا ممن يتوافدون على الموقع لإنهاء الإجراءات المختلفة منذ وقت مبكر، فيما الطرقات المؤدية للجوازات في حي الكندرة تشهد زحاما هي الأخرى لا ينفض إلا برحيل آخر مراجع من الجوازات بعد الثالثة عصرا. مشهد الزحام لا يحتاج لعين فاحصة، فمن البوابة الأولى يتضح الموقف، من زحام صفوف مراجعي «الزيارة» الذين يشكلون أيضا عائقا بامتداد صفوفهم خارج صالة الزيارة أمام دخول بقية المراجعين للصالات الأخرى، في ظل زيادة عدد المراجعين بما يفوق عشرات الأضعاف من المقاعد والمساحة الشاغرة في صالة الانتظار للزيارة. وعلى الجانب الآخر يبقى الوصول إلى بوابة المدخل الرئيسي عائقا أمام المراجعين حسب تأكيدات البعض منهم، والذين اعتبروا استمرار الصفوف على ما هي عليه أمرا مزعجا لهم ومعطلا لأعمالهم، فالمعاملة في الجوازات أضحت تلتهم اليوم بأكمله، حتى لمن اكتملت أوراقهم، إذ إن كيفية الوصول إلى «شباك» المعاملة هي الشغل الشاغل للمراجعين المنتظرين، في ظل زيادة العدد. واكتفى سعود المطيري بالتساؤل: لا أدري ماذا يحدث، وإلى متى تستمر المعاناة، وإذا كانوا يشاهدون الموقف يوميا، فما السبب في عدم التدخل لحسمه، لا أدري؟ إلا أنه عاد للتذكر بأن المعاملة في السابق كانت لا تتجاوز ساعة واحدة، في حال استيفاء الأوراق المطلوبة، لكنها الآن تتجاوز اليوم بأكمله، والطوابير لا توصف، والمشاجرات حول اختراق الصفوف من البعض هي الأخرى تشكل هما للكل، أو ليس من حل؟ واعتبر عبدالله العقيل المعاناة ممتدة لكبار السن والمتقاعدين الذين هم بحاجة إلى من يقدم لهم خدمة راقية تخفف عنهم عناء الانتظار الطويل في طوابير الجوازات، وقال «الزحام لا ينتهي، فقد جئت منذ الصباح الباكر حرصا مني على انجاز معاملة تجديد الجوازات الخاصة بي وبأسرتي، وكنت متوقعا الزحام نتيجة ما رأيناه خلال الاسابيع الماضية وأن هناك تدافعا وطوبير طويلة، لكنني لم أتوقع أن يكون المشهد بهذا الأمر، وسط صيحات المراجعين، وكنت أتوقع أن يكون هناك مكان مخصص لكبار السن والمتقاعدين، لكنني لم أجد إلا تمسكا بموقعك في الصفوف على حساب صحتك، وإلا عدت من البداية». ويعتقد أن الحل في فتح المزيد من الفروع في المناطق الأخرى أو مضاعفة عدد رجال الجوازات لأضعاف مضاعفة لمواكبة حجم العمل. ويطالب المعقب خالد عبدالرحيم، بحلول عملية لهذه الظاهرة التي يكتوي بها المعقبون يوميا، في ظل تواصلهم الدائم مع الجوازات، وتساءل عن السبب في عدم انتقال الجوزات لمقر أوسع. وأشار يونس محمد إلى أن مواقف السيارات معاناة أخرى أمام المراجعين الذين يضطرون للسير مسافة بعيدة وصولا إلى بوابة الجوازات، ومن هنا تبدأ المعاناة اليومية-حسب قوله. وأضاف أن المبنى لا يصلح لاستيعاب هذا العدد الكبير من المراجعين ولا بد من حل. من جانبه، وصف المتحدث الرسمي لجوازات منطقة مكةالمكرمة المقدم محمد الحسين، الوضع داخل الادارة بالطبيعي، مشيرا إلى أن هناك عدة إجراءات للتيسير على المراجعين، وقال «نحن نقابل أي ضغط أو زحام من المراجعين بتكثيف العمل ومضاعفة الجهود من أجل انجاز معاملاتهم دون تأخير». ولفت المقدم الحسين إلى أنه بالنسبة لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة فلهم مكتب استقبال خاص بهم خصص لمساعتهم وإنجاز معاملاتهم بكل يسر وسهولة، مشيرا إلى أن هناك نظام عمل إلكترونيا أسهم في تقديم الخدمة للمراجعين من مواطنين ومقيمين من خلال نظامي (أبشر) و(مقيم).