اشتكى عدد من المواطنين والمعقبين تردي الأوضاع في جوازات منطقة مكةالمكرمة بحي الكندرة في محافظة جدة التي شهدت يوم أمس الأول تدافعا بين عدد منهم أفضى لإصابة شخصين وتحطم زجاج الواجهة الداخلية والتي ما تزال على حالها حتى أمس. عدسة «عكاظ»رصدت تكرار التزاحم صباح أمس وإشراف اللواء عبدالرحمن الطويرقي مدير جوازات المنطقة بنفسه على فتح البوابات وتنظيم صفوف المراجعين. وتقع إدارة جوازات المنطقة في مبنى قديم على شارع فرعي ضيق يئن من أرتال المركبات، ولا تكف جهود رجلي المرور المتواجدين في مدخله ونهايته لتنشيط الحركة المرورية التي تتحرك لأمتار بسيطة ثم تتوقف مرة أخرى في انتظار زحف آخر، كون مقر الجوازات يجاور مكتب العمل والعمال، ما يجعل هذا الشارع يشهد حركة لا تهدأ من المراجعين الذين يتوافدون على الإدارتين يوميا. «عكاظ» رصدت المشهد مبكراً بعد صلاة الفجر مباشرة، حيث يتوافد المراجعون قبل أن تشرق شمس الصباح طمعا في إنجاز معاملاتهم مبكراً والبحث عن موقف في ظل أزمة أخرى يعاني منها هذا المبنى المتهالك، وهي أزمة غياب المواقف المخصصة للمراجعين، ولا يوجد سوى موقف وحيد تابع للقطاع الخاص حُددت الساعة فيه بريالين وهو لا يتسع لأكثر من 40 مركبة أو أقل، أما الموقف التابع للجوازات فهو مخصص للموظفين ويتسع ل 30 مركبة، فيما يصر أصحاب مئات المركبات يومياً على الوقوف الخاطئ، ما يعرضهم للمخالفات والسحب من قبل فرق المرور التي تنشط حول الموقع. طابور إجباري وعقب تأمين الموقف بصعوبة يواجه المراجعون معاناة الاصطفاف في طابور طويل يبدأ عند السادسة صباحاً ويضم عشرات المعقبين الطامعين في إنهاء معاملاتهم، وعبر عدد منهم عن خيبة أملهم في عدم تحسن الخدمات المقدمة من الجوازات بسبب هذا المبنى القديم، بأقسامه الصغيرة، قلة العاملين فيه من رجال الجوازات، والتعطل الدائم والمستمر للنظام الآلي، كما حدث أمس وشهدته «عكاظ» مبكراً، حيث طلب الموظفون من المراجعين المغادرة والعودة بعد صلاة الظهر بحجة هذا العطل. المراجعون يشتكون وقد تحدث ل«عكاظ» عدد من المراجعين منهم غصيب البلوي حيث قال «نعاني من الزحام وعدم توفر مواقف للسيارات في الجوازات، أحضر مبكراً لإنهاء بعض الإجراءات الخاصة بأعمالي وأتفاجأ بتعطل النظام الآلي وقد طلبوا مني المغادرة والعودة في وقت آخر». وألمح حسين مجرشي إلى أن بطء العمل لدى بعض العاملين وعطل النظام والطابعات يتسبب في الزحام والانتظار في طوابير، وزاد:«لا أنكر أن هناك تحسنا داخل الجوازات من قبل الإدارة ووضع بعض الخدمات الإلكترونية لخدمة المواطن والمقيم ولكن الوضع في مقر الجوازات بالكندرة سيئ ولا أمل في تحسينه كون المبنى قديما وغير صالح للعمل ولا توجد له مواقف وصالاته ضيقة». وقال عبدالله الشهري «نريد حلولا جذرية لمشكلات الجوازات بجدة وأهمها نقل المبنى إلى مكان آخر يتسع للعدد الهائل من المراجعين وبشكل يومي ومتوفر به مواقف للسيارات وصالات مكيفة تتواكب مع الأعداد الكبيرة لمراجعي الجوازات». واستطرد «الشبابيك الموجودة كثيرة وفي بعض الصالات تصل إلى ما يقارب 30 نافذة ولكن لا يوجد غير عدد قليل لا يتجاوز 10 موظفين يقدمون خدمات لمئات المراجعين يومياً، وهو ما يجعلنا نطلب زيادة عدد الموظفين فى العديد من الإدارات خصوصاً شعبة الخروج والعودة والخروج النهائي ونقل المعلومات والشركات، والتي تعد من أزحم الإدارات في المبنى وتمتد صفوف المراجعين إلى خارجها وقد لا يحصل المراجع على الخدمة من اليوم الأول ويضطر للعودة في اليوم الثاني وقد تصل إلى اليوم الثالث». ضعف التكييف وأشار كل من سناء بخاري وأحمد المالكي إلى أن التكييف في المبنى ضعيف ويكاد يكون معدوماً، وطالبا بزيادة أجهزة التكييف فى صالات الانتظار لارتفاع درجة الحرارة وكثرة المراجعين، كما طالبا بحل جذري لمشكلة مواقف السيارات التي يعاني منها الجميع ويضطرون للوقوف بعيداً والسير على الأقدام مسافات طويلة للوصول لمبنى الجوازات، ومنهم من طالب بتسهيل الطلبات والأوراق المطلوبة لوجود أغلبها فى الحاسب الآلي أمام الموظف، وتوفير أماكن خاصة لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة والنساء وتخصيص مواقف خاصة لسياراتهم وطالبوا بالسماح للمراجعين بالدخول إلى داخل مقر الجوازات للاصطفاف أمام الإدارات المختصة مما يسمح بتفريغ الازدحام و تشتيته ويمنع حدوث أي تدافع أمام البوابة الرئيسية للجوازات. مبنى جديد قريبا كل هذه الملاحظات والهموم حملناها لمكتب مدير جوازات منطقة مكةالمكرمة المكلف العميد عبدالرحمن الطويرقي في الدور الأول من المبنى، بحثا عن الحقيقة والحلول، غير أنه لم يكن متواجداً لقيامه بالمرور على عدة إدارات في الجوازات، حيث أكدوا تواجده في قسم التأشيرات غير أنه كان قد خرج منه لصالات سفر السعوديين، شاهدناه يوقع بعض المعاملات الرسمية. وأكد العميد الطويرقي ل«عكاظ» أنه وقف شخصيا على عملية دخول المراجعين والمعقبين ولم تكن هناك أي إشكالات، مرجعاً الأمر لاندفاع البعض لإنجاز معاملاتهم رغم أن الجوازات خصصت عدة فروع وأقسام ونقاط لتقديم الخدمة في كل من المنطقة الصناعية جنوبجدة لعمال الشركات والمؤسسات، وأسواق الصيرفي مول والتحلية مول للأفراد. وأضاف أن العطل في النظام هو أمر طارئ وقد باشر مختصون من مركز المعلومات الوطني مهامهم في إصلاحه وإعادته للعمل لخدمة المراجعين، مؤكداً أن الجوازات أدرجت ضمن اهتماماتها إنشاء مقر جديد لجوازات جدة. وقال هناك نظام عمل إلكتروني أسهم في تقديم الخدمة للمراجعين من مواطنين ومقيمين من خلال نظامي «أبشر» و «مقيم».