خصص عبدالهادي بن أحمد آل مهدي في منزله الواقع في خميس مشيط غرفتين متقابلتين، تروي الأولى الحاضر بكل مكوناته الحديثة، في حين تحوي الأخرى الماضي من خلال احتضانها مقتنيات أثرية وتراثية منذ مئات السنين، ويؤكد آل مهدي أن غالبية ضيوفه يفضلون مجلس الماضي والعودة إلى الزمن البسيط الخالي من التكلف، موضحا أنه بدأ في جمع التراث وكل المقتنيات القديمة منذ نحو ربع قرن، ما أوجد لديه ثروة كبيرة من الآثار والتحف. وأفاد آل مهدي أنه زار العديد من المتاحف ومنها متحف رجال ألمع وقرية المفتاحة ومتحف الراقدي في ذرة وقرية المقر بالنماص والقرية التراثية بالشرقية، مؤكدا أنه ينفق آلاف الريالات من أجل جمع التراث. وبين أن مجلس الماضي يحتوي على أقسام عدة منها قسم الأسلحة النارية ويضم عددا من البنادق التي يزيد عمرها عن 150 عاما ومنها المعشر والهطفاء وأم تاج والعصملي، مشيرا إلى أن قسم السلاح الأبيض يضم الجنابي مثل السبك والخناجر والسيوف والرماح. وألمح إلى أن قسم المصنوعات الجلدية يضم المجاند والمحازم والزودة والميزب، إضافة إلى احتفاظه بعملات ورقية ونقدية سعودية وكذلك الجنيه الفرانسي والعربي الذي يكتب عليه ملك الحجاز ونجد وملحقاتها. وأشار إلى وجود قسم للحلي والمسك والقلائد والخلاخل والخواتم، لافتا إلى أن المتحف يضم بعض الملابس القديمة والآثاث المنزلي مثل البرمة والمد والطباخة والدافور ودلال القهوة والدلال القرشية، مبينا أنه يحتفظ بعلبة صابون «تايد» منذ أكثر من 75 عاما وعطورات وأشرطة قديمة. وذكر أنه يحتفظ بجهاز «البكم» وهو مسجل يدار بالأسطوانة وتسمع الصوت، إضافة إلى وجود أدوات الإنارة القديمة وهي السرج ثم المصباح أو اللمبة، ثم الشيشة والفانوس ثم الإتريك، كما يضم المتحف أدوات زراعية مثل الغرب واللومة والعجلة والدراجة والميزان القديم منذ 300 عام، والميزان أبوكفتين والمدراه والدلو والرقة والمرتام والكحل والمهراس الخشبي. وأوضح آل مهدي أنه لا يزال يحتفظ بالرحى التي تطحن الحب والدراجة والعجلة التي يستخرج بها الماء من البئر، إضافة إلى الكثير من التراث القديم، مبينا أنه رفض مبالغ طائلة لشراء مقتنياته التراثية، لكنها يرى أنها لا تقدر بثمن، ويشعر براحة نفسية حين يراها ويجلس بينها. ولفت إلى أن المجلس الماضي يذكر الأجيال الحديثة بحياة الآباء والأجداد، مبينا أن متحفه يحوي سيارة من ماركة بيجو موديل 68، يستعيرها العرسان في زفافهم لإظهار التراث والعناية به.