حول المواطن علي محمد الجحل منزله في بلدة باحة ربيعة إلى متحف للتراث جمع فيه بعض آثار المنطقة إضافة إلى الأدوات التراثية وأنواعاً متعددة من العملات وبعض الأسلحة القديمة. هواية مبكرة ويؤكد الجحل أنه ومنذ طفولته تستهويه جمع القطع المعدنية القديمة والعملات الأجنبية، حيث بدأ في جمع التراث منذ عام 1398ه، حيث استغرق ذلك 35 عاماً قضاها في جمع القطع التراثية من داخل منطقة عسير، ومن خارجها من مكةالمكرمة، والطائف، وجازان، وبعض الدول المجاورة كاليمن. و يقول الجحل «لقيت تشجيعا ومؤازرة من الأهل والأصدقاء ومن أهالي القرية الذين ساعدوني في جمع التراث وتزويدي ببعض القطع الأثرية القديمة التي يمتلكونها. ألفا قطعة يضم المتحف ألفي قطعة أثرية، كما يحوي المتحف بين جنباته 21 ركناً منها ركن الإنارة، الزراعة، المعاميل والدلال، الأسلحة، الفخار، الري، طحن الحبوب، الصور القديمة، العملات الورقية، مع بعض العملات النحاسية، ويحوي المتحف المنزلي جهاز راديو من نوع» فيليبس» عمره 95 عاماً، كما يشتمل المتحف على ركن خاص بالصور القديمة لبعض مشايخ وأعيان القرية قديما، ويشيرالجحل إلى أنه حصل على هذه الصور من خلال بعض أبناء وأحفاد هذه الأسر. تأييد اجتماعي وحظيت الفكرة بتأييد المجتمع لها، خاصة محبي التراث والتحف من الأهالي، وأصبح منزله يمثل متحفا يقصده الزوار والسياح من داخل المحافظة وخارجها إضافة إلى زيارة السياح الأجانب من ألمانيا وفرنسا وغيرها، لهذا المتحف الأثري كما يزوره أيضا طلاب المدارس مشيراً أن دخول طلاب المدارس للمتحف يكون مجانا، ويعد أول متحف خاص من نوعه في تلك البلدة. كما يحتوي المتحف الأثري على بعض الوثائق والمخطوطات القديمة منذ الدولة السعودية الأولى ثم الثانية إضافة لاحتواء المتحف على عظمة العمود الفقري من حوت قدمها منسوبو مدرسة الجاحظ للمتحف دون مقابل. توسعة المتحف وبين الجحل أن المتحف يحتوي على عدد من الأسلحة منها سلاح معروف في ذاك الوقت باسم «العربية» عمره أكثر من 300 عام، وما زال الجحل يحتفظ به في متحفه الأثري، إضافة إلى بعض القطع النادرة مثل»المكحلة «وهي أداة خاصه بالكحل، تزين بزخارف خاصة تميزها عن باقي المقتنيات الأثرية، ويربو عمرها على 400 عام . وكشف الجحل أنه يعتزم خلال الأيام القليلة المقبلة توسعة «المتحف» حيث إن المساحة الحالية لم تعد كافية، مع تزايد أعداد المقتنيات الأثرية، كما أدرج المتحف ضمن برامج«صيف أبها» للعام الحالي 1433ه. دعم الهيئة ويؤكد «الجحل» تلقيه دعماً من الهيئة العامة للسياحة والآثار، التي زودت متحف الجحل المنزلي بمقتنيات إضافية، كما سبق وأن زار منزل الجحل، المدير التنفيذي لجهاز السياحة والآثار بمنطقة عسير، ويضم متحف الجحل في الوقت الراهن هدايا أثرية وعملات وأباريق وخناجر، وأوضح حصوله على رخصة من الآثار. وناشد الجحل الجهات الرسمية الاهتمام بمختلف أنواع الآثار، مشيرا إلى أن الدول الأوروبية تولي الآثار عناية خاصة، كون المتاحف والآثار تحظى بشعبية وإقبال كبيرين، حيث يرتادها كثير من أفراد المجتمع طيلة أيام السنة. الأمير سلطان وشجع محافظ بيشة محمد بن سعود المتحمي صاحب المتحف الجحل، كما رحب باستقبال الزوار في منزله في أي وقت، مبينا أنه زار المتحف قبل أيام، واستمتع بالتعرف على بعض القطع الأثرية التي يضمها المتحف، حيث أثنى على معروضاته، مشيرا إلى تشجيع الهيئة العليا للسياحة الاهتمام بالمتاحف ودعمها. و شكر الجحل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار على دعمه ورعايته للملتقى الأول لأصحاب المتاحف الخاصة، الذي عقد أخيراً في مركز الملك عبدالعزيز التاريخي بالرياض، كجزء من دعمه لصناعة السياحة والآثار في منطقة عسير.