تعصف موجة الحزن بأهم نجوم كرة القدم في العالم هذه الأيام، فبعد البرتغالي رونالدو والإسباني فابريغاس تجتاح حاليا البرازيلي الشاب نيمار دي سلفا، الذي خسر كثيرا من أسهمه الجماهيرية بعد أن فشل في اقتلاع الرضا من نفوس أنصار السامبا في الأشهر الثلاثة الماضية وبدا حزينا بحسب مصادر مقربة منه، وأحاطت به لعنة الاحباط والخذلان في المواجهات الأخيرة حتى بدا بالنسبة إليهم عالة على الكتيبة التي يعول عليها في أن تكون مجموعة الحلم بعد عامين في ريودي جانيرو، ومن يتأمل في مستواه الفني وسلوكه داخل الميدان لا يمكن له أن يتساءل عن سر التراجع في المستوى وحالة البرود التي بدا عليها وهل هي الثقة التي جاوزت النسبة المفروضة أم أنها الضغوطات التي يعانيها وفقدانها التركيز بعد أن أصبح نجما أوحد ومطلبا أول لأكبر أندية العالم. قوبل نيمار باستهجان وغضب في مواجهة بلاده الاخيرة من جماهير السيلساو لدرجة كان تأثيرها باديا عليه فتوارى نجمه وبدأ يجر أذيال الحزن وهو يحرث الميدان عرضا وطولا. وبرؤية فنية لعمالقة المدربين العالميين يظهر أنه خلال مشاركته مع منتخب بلاده في أولمبياد لندن لم يكن مقنعا وكان حماسه أقل من التوقع والمطلوب، بينما جاء حضوره بعد ذلك مع فريقه قويا ومقنعا لجماهير سانتوس لكنه ليس بالدرجة التي أقنعتهم بالصفح عنه إثر خسارتهم كأس الليباتدورس. والمزعج للاعب نيمار أنه أصبح يعاني الصافرات التي توجهها ضده الجماهير مرة بعد مرة بعد أن بدأتها في مواجهة هندوراس في منافسة كرة القدم في الاولمبياد وتؤثر على ادائه بشكل واضح، رغم نفيه ذلك إلا أن رحيل رفاقه الاقل مستوى منه إلى أندية اوروبا وبقاءه في البرازيل قد يكون ساهم في تشتيت تركيزه وتراجع مستواه إلى حد بات وجوده مكروها لدى كثير من الجماهير، ولا يظهر أن اللاعب قد يطيق البقاء في بلاده حتى مونديال البرازيل بعد نصيحة بيليه وربما يعجل بالرحيل خلال فترة الانتقالات الشتوية قبل أن يتراجع الطلب عليه ويتوارى نجمه مبكرا. وكان للهتافات التي تلقاها صدى مزعج لدى الجهاز الفني إذ دافع مدرب المنتخب البرازيلي مانو مينيزس عنه أمام وسائل الإعلام البرازيلية في تصريحات نقلتها صحيفة لانس البرازيلية، وأشار إلى أنه لا ينبغي معاملة نجم المنتخب الأول بتلك الطريقة من صافرات استهجان وهتافات عدائية، مؤكدا على حاجة منتخب السامبا له، وقال «إنه أفضل لاعب برازيلي ولا يجب معاملته بتلك الطريقة، ونحن لم نخسر ولا ينبغي أن نخسر نيمار وأمثاله لأنهم قوة الفريق الضاربة، فهذا الأمر يجب أن نقلق له». وحول استبداله لنيمار في الدقيقة الأخيرة من اللقاء ليحل محله أروكا زميله في سانتوس وهل كان ذلك تجنباً للهتافات العدائية أم لشيء آخر، قال «كان ذلك من أجل المحافظة على نسق أداء الفريق في الدقائق الأخيرة لا لشيء آخر وهو عائد من إصابة معوية، وفاقد بعض وزنه ومرهق، وكان لا داعي لاستمراره في الملعب بعد الاطمئنان على نتيجة المباراة، وسيشارك أساسياً في لقاء الصين الودي». وكانت الجماهير التي اكتظت بها جنبات استاد المورامبي الذي شهد لقاء البرازيل وجنوب أفريقيا والذي انتهى بفوز السامبا بهدف دون رد سجله البديل هالك في الدقيقة 73 من زمن المباراة، تعرض نيمار قبل وأثناء استبداله لصافرات الاستهجان والعبارات العدائية في إشارة لعدم قدرته على قيادة المنتخب وتسجيل الأهداف. وربما لا يشركه المدرب في المواجهة المقبلة خشية تفاقم الامور وزيادة الضغط عليه رغم تصريحه، ويبرر مراقبون حالة الاحتقان الجماهيري عليه ربما لخسارة الذهبية الاولمبية وتراجع حاسته التهديفية بشكل ملحوظ ويرون أن الحل في انتقاله في الميركاتو المقبل.