قاد المهاجم اوريبي بيرالتا منتخب المكسيك الى احراز ذهبية مسابقة كرة القدم للرجال في دورة الالعاب الاولمبية للمرة الاولى في تاريخه، مكرسا في الوقت ذاته عقدة المنتخب البرازيلي الذي فشل مرة جديدة في معانقة اللقب الاولمبي. ففي المباراة النهائية لاولمبياد لندن 2012 اليوم السبت، سجل بيرالتا هدفي المكسيك في مرمى البرازيل في الدقيقتين 1 و75، ليهدي بلاده ذهبية تاريخية في الالعاب الاولمبية. وكانت كوريا الجنوبية احرزت الميدالية البرونزية امس بفوزها على اليابان 2-صفر. واكتفى المنتخب البرازيلي في المقابل بالميدالية الفضية، ليبقى اللقب الاولمبي عصيا عليه رغم تناوب العديد من اللاعبين الموهوبين على المنتخبات التي شاركت في هذه الالعاب منذ اعوام. وسبق ان نالت البرازيل الفضية ايضا في العاب 1984 في لوس انجليس عندما خسرت امام فرنسا صفر-2، و1988 في سيول عندما خسرت امام الاتحاد السوفياتي 1-2. وتبخر حلم البرازيليين باحراز اللقب الذي ما يزال ينقص خزائنهم، رغم انهم عولوا كثيرا على هذا المنتخب بقيادة النجم الموهوب نيمار الذي لم يكن على قدر التطلعات في هذه الدورة. وتأجل لقب المنتخب البرازيلي الاول في الالعاب الاولمبية الى النسخة المقبلة المقررة على ارضه في ريو دي جانيرو عام 2016. يذكر ان منتخب البرازيل الاول توج بخمسة القاب في كأس العالم (رقم قياسي). واللافت ان منتخب البرازيل نجح في تسجيل ثلاثة اهداف في كل مباراة خاضها في دورة لندن حتى المباراة النهائية، فهو حقق العلامة كاملة في الدور الاول بفوزه على مصر 3-2 وبيلاروسيا 3-1 ونيوزيلندا 3-صفر، ثم تغلب على هندوراس 3-2 في ربع النهائي، وكوريا الجنوبية 3-صفر في نصف النهائي. اما المكسيك، فتوجت مشوارا رائعا اذ تغلبت على سويسرا 1-صفر والغابون 2-صفر وتعادلت مع كوريا الجنوبية صفر-صفر في الدور الاول، ثم فازت على السنغال 4-2 بعد التمديد في ربع النهائي، وعلى اليابان 3-1 في نصف النهائي. وافتقد المنتخب المكسيكي في المباراة مهاجم توتنهام الانكليزي جيوفاني دوس سانتوس بسبب الاصابة، حيث تعرض الى شد عضلي حرمه من خوض الشوط الثاني ضد اليابان في نصف النهائي، ولم يتماثل الى الشفاء للمشاركة في المباراة النهائية ضد البرازيل. وسجل دوس سانتوس ثلاثة اهداف ليساهم بتأهل منتخب بلاده الى نهائي الدورة الاولمبية للمرة الاولى في تاريخه. خطف منتخب المكسيك هدفا سريعا وتحديدا في الثواني الاولى ومن المحاولة الاولى مستفيدا من خطأ دفاعي فوصلت الكرة الى بيرالتا على حدود المنطقة سددها قوية على يمين الحارس غابريل فيريرا. حاول المنتخب البرازيلي اعادة الامور الى نصابها بسرعة لكن تمريراته كانت مقطوعة، كما ان المكسيكيين صعبوا عليه المهمة بعد تراجعهم الى الدفاع وانتظار الهجمات المرتدة. اولى الفرص البرازيلية الخطيرة كانت في الدقيقة 20 اثر كرة وصلت الى اوسكار دوس سانتوس داخل المنطقة تابعها مباشرة باتجاه المرمى لكن الحارس خوسيه كورونا كان في المكان المناسب. كان الاداء البرازيلي عقيما ومن دون اي جمل تكتيكية جيدة او هجمات خطرة، وكان نيمار بعيدا جدا عن مستواه ولم يقم بأي محاولة جدية على المرمى. اجرى مدرب البرازيل مانو مينيزيس تبديلا مبكرا باشراك المهاجم هولك بدلا من المدافع اليكس ساندرو في الدقيقة 32. غابت الفرص عن المرميين، ثمخ سدد كارلوس سالسيدو كرة مرت الى يسار المرمى البرازيلي (36)، وكاد البديل هالك يفاجىء الحارس المكسيكي كرة قوية من نحو ثلاثين مترا لكن الاخير ابعدها على دفعتين في افضل محاولة برازيلية منذ بداية المباراة (38). ضغط البرازيليون في الدقائق الاخيرة من الشوط الاول، وحضر هالك كرة الى مارسيلو الذي سددها بيسراه الى يمين المرمى (41)، ثم كانت كرة من نيمار من الجهة اليسرى ارتطمت باحد المدافعين وتهيأت امام هالك فتابعها برأسه سهلة بين يدي الحارس (45). وتحرك نيمار في الثواني الاخيرة وسدد كرة مرت قريبة من القائم الايمن. نزل المنتخب البرازيلي ضاغطا بكل ثقله في الشوط الثاني، وبدأ مسلسل الفرص بكرة قوية من نيمار عالت العارضة (47)، ثم كانت هجمة منسقة وصلت على اثرها الكرة الى نيمار ايضا داخل المنطقة لكنه لم يسددها بالشكل المطلوب فسيطر عليها الحارس بسهولة (50). وفي خضم اندفاع البرازيليين الى التسجيل، كادت المكسيك تحسم النتيجة بهدف ثاني اثر هجمة مرتدة وكرة خلفية من فابيان ماركو ارتدت من العارضة في الدقيقة 64. دفع مينيزيس بمهاجم آخر هو الكسندر باتو بدلا من لاعب الوسط ساندرو كورديرو في الدقائق العشرين الاخيرة املا في تدارك الوضع. وافلت مرمى البرازيل من هدف اثر ركلة ركنية من الجهة اليمنى تطاول لها فابيان ماركو واكمل الكرة عالية قليلا عن العارضة (72). لكن الهدف الثاني لم يتأخر كثيرا وجاء بعد ثلاث دئائق عبر بيرالتا نفسه الذي ارتقى عاليا لكرة من الجهة اليمنى ووضعها باتقان في الشباك برأسه. فشل البرازيليون في التحكم بالمجريات في اللحظات الاخيرة وسجلوا هدفا في الدقيقة الاولى من الوقت الضائع عبر هولك لم يكن كافيا لتحقيق الحلم الاولمبي. وكادت الثواني الاخيرة تحمل هدف التعادل للبرازيل حين رفع هولك كرة من الجهة اليمنى ارتقى لها اوسكار وتابعها برأسه مرت عالية بسنتيمترات قليلة عن العارضة.