تجاوزت الورشة الفنية للأعمال الخزفية والطينية المقامة ضمن مهرجان عيد أرامكو بالظهران القوالب الجامدة ذات التعابير الرمزية لتصل لحد المفهوم الواضح الجلي، وذلك من خلال أعمال طينية وخزفية ونحتية يقف على تفاصيلها وتدقيق ملامحها الفنان التشكيلي البحريني محسن التيتون، فقد نجح الفنان التيتون مع زوار ورشته الذين أخذهم في دورة تدريبية في فتح المجال أمام أذهانهم في تقديم تقنيات فنية فائقة لكيفية الطلاء على القطع الزجاجية تارة، وأخرى عمل قوالب بنائية عن طريق القطع الجبسية والطينية كعمل الأبواب التراثية القديمة، والجداريات المعلقة ورسم قاع البحر وغيرها من الأصناف. الفنان محسن التيتون وهو داخل معمله بخيمة قهوة الفن بمهرجان عيد أرامكو وجدناه يجهز بعضا من أعماله الفنية ويقف مرشدا وموجها لكل من يلتحق بالدورات التدريبية من كافة الزوار، حيث يقول عندما نتحدث عن الخزف مثلا فإننا نواجه فنا فيه الشمولية حيث يجمع بين طياته فن التصميم والنحت بالإضافة إلى الحرفنة بالخزف، وتراكيب الخامات والأكاسيد اللونية ومراحل خلق الشكل الخزفي من تشكيل وبناء وتلوين وحرق. وقال بأن الفنان الجيد هو مصور جيد ونحات، وللحديث عن نفسه بأن موهبته في هذا العالم الجمالي بدأت تبرز أرضيتها وخامتها من الخشب الذي كان محاولا التنفس من خلال أعماله الفنية حيث كانت القطع الصغيرة من خشب الساج الذي تصنع منه السفن الكبيرة هو خامته ليداعبه بإزميله ومنشاره وقدومه، مستمدا من البيئة البحرية التي يعيشها فكرة مواضيعه ليترجمها حقيقة على تلك الأخشاب كصناعة الحدث البحري المتعلق بالبحارة والغواص وصراعه مع سمك القرش، فكانت زادا حقيقيا نحو شد انتباهي لتعطيني القدرة بعد توفيق الله على تطوير أدواتي من خلال العلاقة المستخدمة من حكايات الإنسان وحلمي كفنان. وبالسؤال عن ماذا يقدمه للزوار من جرعات تدريبية، قال نقوم في هذا المعمل بتدريبهم على بنائيات جمالية من الطين كون التعامل مع الطين يمثل مرونة سهلة وميسرة بخلاف تطويع الخشب ليسهل على المشاركين عملية التشكيل البنائي بالطين . كذلك مما نقدمه لهم كيفية الإتقان العلمي مع الخزف وتعريفهم بفلسفته ومنهجيته كونه ليس حرفة، وإنما هو علم ومادة حيوية تحتاج إلى الإلمام بنواحيها الفيزيائية والكيميائية وتبيان تجربتي الممتدة لسنوات طويلة في بلدان العالم مع هذا النوع من الفن المتجسد مضمونا وشكلا. وقال نحن نقدم هذا الفن للزوار في هذا المعمل بصورة منظورها يختلف تماما حتى يكتشفوا المجهول بالنسبة للعالم الفني الذي يأخذ الجميع نحو السهل الممتنع، حيث نعرفهم على طرق تحضير الأكاسيد اللونية وإجراء التجارب الزجاجية وحرق الأعمال بأساليب وتقنيات مختلفة مثل البريق المعدني وغيرها.