يقف الفنان التشكيلي البحريني محسن التيتون، على تفاصيل أعمال طينية وخزفية ونحتية يقوم بتنفيذها عشرات الأطفال المشاركين في ورشة عمل فنية، يشرف عليهم ويقوم بدور المرشد والموجه لهم ويرى أنه نجح إلى حد كبير عبر الدورة التدريبية التي ينظمها ضمن فعاليات مهرجان «عيد أرامكو» في فتح المجال أمام أذهانهم لتقديم تقنيات فنية فائقة لكيفية الطلاء على القطع الزجاجية تارة، وعمل قوالب بنائية عن طريق القطع الجبسية والطينية مثل الأبواب التراثية القديمة، والجداريات المعلقة ورسم قاع البحر وغيرها من الأصناف. ويشير التيتون، إلى تجربته في هذه العالم الجمالي أنها بدأت من الخشب حيث كانت القطع الصغيرة من خشب الساج الذي تصنع منه السفن الكبيرة هي خامته وأزميله ومنشاره وقدومه هي أدواته، مستمداً من البيئة البحرية التي يعيشها فكرة مواضيعه ليترجمها حقيقة على تلك الأخشاب كصناعة الحدث البحري المتعلق بالبحارة والغواص وصراعه مع سمك القرش، فكانت زاداً حقيقاً شدّ انتباهي وأعطاني القدرة على تطوير أدواتي من خلال العلاقة المستخدمة من حكايات الإنسان وحلمي كفنان». وحول ما يقدمه للزوار من جرعات تدريبية قال: «نقوم في هذا المعمل بتدريبهم على بنائيات جمالية من الطين لكون التعامل مع الطين يمثل مرونة سهلة ويسيرة بخلاف تطويع الخشب ليسهل على المشاركين عملية التشكيل البنائي بالطين». كذلك مما نقدمه لهم كيفية الإتقان العلمي مع الخزف وتعريفهم بفلسفته ومنهجيته كونه ليس حرفة، وإنما هو علم ومادة حيوية تحتاج إلى الإلمام بنواحيها الفيزيائية والكيميائية وتبيان تجربتي الممتدة لسنوات طويلة في بلدان العالم مع هذا النوع من الفن المتجسد مضموناً وشكلاً». وقال: «نحن نقدم هذا الفن للزوار في هذا المعمل بصورة منظورها يختلف تماماً حتى يكتشفوا المجهول بالنسبة للعالم الفني الذي يأخذ الجميع نحو السهل الممتنع، حيث نعرّفهم على طرق تحضير الأكاسيد اللونية وإجراء التجارب الزجاجية وحرق الأعمال بأساليب وتقنيات مختلفة مثل البريق المعدني وغيرها».