أبدع الصم في التعبير عن فرحتهم بالعيد بلغة الإشارة من خلال الأوبريت الذي قدمه محمد بن سعد ومعاذ الحواس بمشاركة برلمان الطفولة ضمن فعاليات عيد الرياض، وكتبته الشاعرة مها التوتيد، ومسرحية «مدرسي الفاضل» لعشرة من الممثلين من الصم على مسرح المؤسسة العامة لصوامع الغلال في الرياض التي تعد الأولى على المستوى العربي. وأكد صاحب الفكرة مخرج الأوبريت فيصل الرشيد أن الأوبريت يكشف قدرات ومواهب الصم ورغبتهم في التواصل مع المجتمع والإسهام في برامج التنمية. موضحا الأداء المتميز حيث أشاد به الحضور، مبينا أن تدريب الصم يحتاج إلى وقت طويل لأداء الحركات الاستعراضية، والتعبير بلغة الإشارة في ترجمة كلمات «الأوبريت». وعلى الجانب الآخر، شهدت مسرحية «مدرسي الفاضل» إقبالا جماهيريا كبيرا ليس فقط من قبل الصم والبكم، وإنما من كافة شرائح المجتمع كبارا وصغارا الذين صفقوا كثيرا إعجابا بمشاهد المسرحية وإبداع الصم، من حيث قدرتهم في توصيل الرسالة بلغة الإشارة والأداء الحركي لمضمون المشاهد المسرحية. كما شهد المسرحية مسؤولين في وزارة التربية والتعليم، منهم وكيل الوزارة الدكتور عبدالرحمن البراك، الذي أبدى إعجابا كبيرا بالأداء المتميز لأعضاء فرقة الصم، لافتا إلى أن الوزارة تلقي اهتماما كبيرا لهذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة. وأشار د. البراك إلى قرب تشغيل مركز دولي للخدمات المساندة لذوي الاحتياجات الخاصة، والاكتشاف المبكر لحالات الإعاقة الذهنية تحت مظلة مؤسسة الأمير سلطان للخدمات الإنسانية. وفي ابنهار شديد للعمل المسرحي الذي قدمته فرقة الصم، أشاد عدد من حاضري المسرحية في أحاديثهم ل «عكاظ» بقوة العمل والتميز في تقديمه من قبل الصم، حيث أوضح سعود الشمري أن الممثلين الصم استطاعوا أن يعبروا عن مواهبهم وقدراتهم بأداء راق ومبهر، فكان تفاعل الجمهور معهم كبيرا، فقد عبروا عن معاناتهم بطريقة متميزة وأكدوا على أهمية دورهم في المجتمع. أما فهد الشراري وعبدالرحمن الفيصل، فأكدا أن الصم نجحوا في إيصال رسالتهم للجمهور وإلى كافة المسؤولين عن رعايتهم، موضحين أن ما ضاعف من تشجيع الصم في أداء المشاهد المسرحية هو الإقبال الجماهيري الكبير الذي حظوا به. أما المشرف على فعاليات الصم علي الهزاني، فعبر عن غبطته بالإقبال الجماهيري على مسرحيات الصم، مشيرا إلى أن ذلك دليل على النجاح في إزالة الحواجز التي تحول دون دمج هذه الفئة في المجتمع، مؤكدا أن الصم قادرون على التميز والإبداع في شتى المجالات متى توفرت لهم الرعاية والمساندة والتشجيع. وقال الهزاني ل «عكاظ»: سوف يتم البدء في تنفيذ دورات تعليمية بلغة الإشارة للمدرسين بالتعاون بين وزارة التربية والتعليم وجمعية الإعاقة السمعية، وإصدار قوانين خاصة لمفردات هذه اللغة. مؤكدا اهتمام المسؤولين بها وهو ما يساهم في التعريف بمعاناة هذه الفئة والعمل على تحسين أوضاعهم والخدمات التي تقدم لهم.