عقب وفاتك عام استثنائي مضى مستقبله بلا أمل نهاره طويل طويل من البؤس عتمة ليله تعادل دهرا كوارث العالم الطبيعية والسياسية والبشرية بلا قيود ولا حدود والناس يصارعها الزمن ويقذف بأمواجه وزبده على جال البحر ومركبي الشراعي وتمزق شراعه وتهت وغرق المجداف في اليم الجماليات التي كانت تحيطنا تلاشت والاجتماعات التي كانت تضمنا انحسرت والنقاشات الإيجابية التي تعودنا عليها غدت نعيق بوم صوتي بلا صدى بالأنين أجهر وبالبوح أئن أتحسس طريقي في عتمة الليل وفي يدي عصا استدل بها على الجادة فقد فقدت بصري ولم يتبق لي سوى البصيرة التي تعلمتها سلفا استرجع جماليات الماضي قوت اقتاته وأصنع لخيالي شيء يذكر في الماضي وقرع نعليك ايماءات ودلالات لقدومك وهناك الباب مفتوح لعلمه بساعة حضورك فالوقت عندك ذو قيمة لم تخلف موعدا أبدا ولم تتأخر افتقدنا حضورك في الزمان والمكان فلم تحضر ولن نحضر لأنك لن تحضر كرم عطائك موصول بالصمت لا يعلم عنه إلا أنت وذاتك فالسخاء والعطاء ديدنك من عرف سجاياك الحميدة تعلق قلبه وعقله فيك وصنع لك نموذجا جميلا لرجل ليس ككل الرجال وترحم عليك في صلواته وخلواته وبني لك محراب يتعبد فيه العباد وتكبر وعليه المأذن دعوة للصلاة ورحمك الله يا أمير محمد رحمة واسعة. بقلم : أحمد عيد الحربي