تجلس هادئة تحاور السكون وتنسج من التحليق لغة تحاور النجوم بصمت وحيدة تصارع مشاعر مبهرة في الحقيقة هي مسافرة في عالم بهي تبحث عن الفرح في أرصفة المدن تشكل من الإحساس لوحة وترسم من الهديل همساً يا سيدي أعتذر منك لما تود أن تقتحم حصوني المنيعة ولما تود أن تغريني بنظراتك المليئة بالسحر دعني في حالي فالموج عاتي والغربة تصرعني والوحشة استقرت في كل الأفياء والجراح تنزف والمراكب تحطمت في زوايا الأنين لا حلم يسعد ولا مشاعر تطرب ولا ربيع يعيد للواقع الاخضرار ولا هديل يبهر فرغم كل النسائم الجميلة فأنا أعشق الوحدة وحصار الزمن في الغياب أتألق وفي منارات البعد أجد الأمان دعني في سماء غربتي أحلق وفي اتجاهات الرحيل أغرد وفي ليل العتمة أنتشي وفي مساء متعب أصافح الحلم يا سيدي حصار الثواني متعب وقيود البعد حارقة وحين تكون مشرداً بلا وطن ماذا تفعل فأنا أسيرة بلا قيود لا وطن أجد فيه الأمان ولا حدائق تضم عشقي ولا منار يبهرني تائهة جداً والسماء ملبدة بالغيوم والحصار كم أضناني والله كم هي مؤلمة اللحظات حين تشعر بأن الحطام يحيط حياتك وبأن الشوارع مظلمة والأرصفة لا تستقبلك والزوايا لا ترحب بك والمراكب لا تساعدك على الرحيل بحق كم أنا محرومة من كل شيء من العشق والأمل من الإشراق والمغيب من الوطن والحب حتى الدموع أحرقت كل الوقت يا سيدي عذراً فأنا مثقلة بالهموم لا أود أن أوجع صدرك بها دعني في حالي رمال الغربة تطويني وبحور التشتت تحملني فأنا حقاً ضائعة ضائعة في عالم لا يرحم. حتى نظراتك كم أشعر بما في داخلها ولكني لا أستطيع السفر إلى حدودك المدهشة ولا حدائقك المتوردة ولا همسات ودك المحلقة. أنا أنثى مبعثرة يحيطها الضباب ويغمرها النسيان تفتقد كل معاني الحنان أتسول إحساساً صادقاً وقلباً يحميني من الضياع وروحاً تمنحني الأمل ومشاعر تغرقني بالربيع وشموع لا تطفئها رياح العتمة ولا أمواج الحيرة فدعني في وحدتي ساحل بلا ميناء شاطئ تحطمت المجاديف فيه على واقع الحياة فالجبال لا تتسع لهمومي دعني تائهة بلا أمل أتضور جوعاً يقتلني الأنين وترمي بي الأمواج بعيداً ليحترق كل شيء فيتداعى الود آه آه آه من صرخات في أعماقي تكاد تنفجر وتتركني صريعة للنسيان