من النادر أن يُجمع الناس على حب إنسان، ما لم تجتمع في ذلك الإنسان سجايا حميدة ، تُسكنه الأفئدة ، وتُشيع ذكره بين الخليقة، ومثل هذا الإنسان يكون نادراً بين الناس. لكن شخصية بعظمة الفقيد الراحل سلطان بن عبدالعزيز يندر أن يجود الزمان بمثلها، فتلك الشخصية جمعت السجايا الحميدة، وأسرت قلوب الناس على اختلاف مشاربهم، فقد كان رحمه الله شخصية بسيطة، قريباً من الناس، مبتسماً، ودوداً، بشوشاً، يداعب طفلا، يعتق رقبة، يكفل يتيماً، يدشن مشروعاً، يغرس شجرة، يقود جيشاً، يحمي وطناً، يطلق العنان ليده الكريمة لتطال بعطائها معوزين في البلاد، وفي العالم، يرسل الطائرات كحمائم سلام لتنقل المرضى للمستشفيات التخصصية. ها هو يرحل رحمه الله، ويبقى ذكره، وتبقى سيرته الرائعة شاهدة على نبل المقصد، وسلامة التوجه، ونقاء الضمير، فلو جلس أحدنا إلى المقربين من سموه، والمطلعين على تفاصيل حياته اليومية، لرووا لنا قصصاً وفصولاً من المواقف التي لا يقوم بها إلا رجل عظيم، كبيرالقلب، واسع الأفق، يحب الخير، ويرجو ما لدى رب العالمين.. رحل الأمير سلطان بن عبدالعزيز، لكن سيرته وأفعاله العظيمة باقية على ألسنة الناس وأفئدتهم، وفي ضمائرهم، لأن تلك المواقف شكلت لهم يوماً ملاذاً في ليال حالكة، لم يبدد عتمتها سوى موقف الأمير المعطاء، والرجل الشهم سلطان بن عبدالعزيز. لقد رحل سلطان. لكنه باقٍ بيننا بكل تلك المواقف العظيمة.