تقديم الأذان ما حكم الذين يتقدمون في الأذان في رمضان؟. فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين،رحمه الله، يجيب قائلا: الذين يتقدمون في الأذان في أيام الصوم يتسرعون في أذان الفجر ويزعمون أنهم يحتاطون بذلك للصيام وهم في ذلك مخطئون لسببين: السبب الأول أن الاحتياط في العبادة هو لزوم ما جاء به الشرع، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول كلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر، وما قال حتى يقرب طلوع الفجر، إذا فالاحتياط للمؤذنين أن لا يؤذنوا حتى يطلع الفجر. السبب الثاني قد أخطأ هؤلاء المؤذنون الذين يؤذنون للفجر قبل طلوع الفجر، وزعموا أنهم يحتاطون لأمر احتياطهم فيه غير صحيح، لكنهم يفرطون في أمر يجب عليهم الاحتياط له وهو صلاة الفجر، فإنهم إذا أذنوا قبل طلوع الفجر صلى الناس وخصوصا الذين لا يصلون في المساجد من نساء أو معذورين عن الجماعة في صلاة الفجر، وحينئذ يكون أداؤهم لصلاة الفجر قبل وقتها. وهذا خطأ عظيم، لهذا أوجه النصيحة لإخواني المؤذنين أن لا يؤذنوا إلا إذا تبين الصبح وظهر لهم، فإذا ظهر لهم سواء شاهدوا بأعينهم أو علموه بالحساب الدقيق فإنهم يؤذنون، وينبغي للمرء أن يكون مستعدا للإمساك قبل الفجر خلاف ما يفعله بعض الناس إذا قرب الفجر جدا قدم سحوره زاعما أن هذا هو أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بتأخير السحور، ولكن ليس بصحيح فإن تأخير السحور إنما ينبغي إلى وقت يتمكن الإنسان فيه من التسحر قبل طلوع الفجر، والله أعلم. السحور والبركة هل السحور واجب؟، وما المراد بالبركة في قوله صلى الله عليه وسلم «فإن في السحور بركة»؟. فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين يقول: السحور هو الأكلة قبيل الإمساك وهو مستحب، يقول عليه الصلاة والسلام «تسحروا فإن في السحور بركة». والأمر في قوله «تسحروا» للإرشاد، ولأجل ذلك علله بالبركة التي هي كثرة الخير. وروي أنه صلى الله عليه وسلم، ترك السحور لما كان يواصل، فدل على أنه ليس بفرض، ومن الأحاديث الدالة على استحباب السحور أنه صلى الله عليه وسلم، أمر أصحابه، رضوان الله عليهم، أن يتسحروا ولو بتمرة أو بمذقة لبن حتى يتم الامتثال. ويقول صلى الله عليه وسلم، «فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر» مسلم (1096). والمراد بالبركة التي في الحديث أن الذي يتسحر يبارك له في عمله فيوفق لأن يعمل أعمالا صالحة في ذلك اليوم، بحيث إن الصيام لا يثقله عن أداء الصلوات، ولا يثقله عن الأذكار وعن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بخلاف ما إذا ترك السحور، فإن الصيام يثقله عن الأعمال الصالحة لقلة الأكل، ولكونه ما عهد الأكل إلا في أول الليل. القضاء والكفارة أفطرت في رمضان أياما لا أعلم عددها بالضبط ربما 4 أو 5 أو 6، وذلك حينما كنت في أول سني البلوغ ظنا مني أن الحائض عدتها يجب أن تكون سبعة أيام كاملة، أي أنني كنت آكل وأشرب وأنا قد طهرت من الدورة حتى أكمل عدة سبعة الأيام، سؤالي هو أنني لم أقضها ولا أعلم عددها فكيف أتصرف؟. الشيخ الدكتور سعد بن تركي الخثلان أجاب قائلا: المكلف إذا أفطر أياما من رمضان بعد سن التكليف فإن الواجب عليه قضاؤها ولو بعد مضي مدة طويلة، والأخت السائلة تذكر أنها أفطرت أياما من رمضان بعد سن البلوغ ولم تقضها حتى الآن، فنقول: الواجب عليك المبادرة إلى قضائها في أسرع وقت، وأما عددها فتبني على اليقين تحقيقا لبراءة الذمة، فإذا كنت تشكين هل هي أربعة أيام أو خمسة أو ستة فاجعليها ستة، وأما الإطعام فلا يجب عليك إطعام لكونك جاهلة بالحكم. الخشية على الجنين علي قضاء أيام من رمضان الماضي وأخرته، وأنا الآن حامل في الشهر التاسع، وقد قضيت بعض هذه الأيام أثناء الحمل فأحسست بمشقة وخفت على الجنين، وأخشى أن يدخل رمضان القادم قبل أن أتمكن من القضاء، فهل يكفيني الإطعام عن الأيام المتبقية؟ أفيدوني وفقكم الله تعالى. فضيلة الشيخ الشريف حمزة بن حسين الفعر يرد قائلا: عليك صيام الأيام المتبقية ولو بعد رمضان ولا حرج عليك «لا يكلف الله نفسا إلا وسعها»، ومثلك مثل المريض الذي يفطر فإنه يقضي متى ما استطاع، ولا يجزئك الإطعام عن الأيام التي لم تقضها إلا إذا عجزت عن الصوم بالكلية. قضاء الصوم توفي أبي في العشر الأواخر من رمضان تقريبا منذ ست سنين،رحمه الله، وعليه عشرة أيام تقريبا، سؤالي: هل أصوم عنه؟ وإذا كان الجواب: نعم، هل يكون الصيام لي برا أم ماذا؟ وجزاكم الله خيرا. فضيلة الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله العجلان قال مجيبا: إذا كان قد فطر هذه الأيام لمرض، واستمر معه المرض حتى توفاه الله فلا قضاء ولا إطعام، لأنه لم يتمكن من القضاء، فأما إن شفي بعد فطره وأمكنه القضاء ولم يقض ثم مات فيصوم عنه وليه، أو يطعم عنه عن كل يوم مسكينا.