مجموعة أسئلة خاصة بشهر رمضان والعبادات المتعلقة به يجيب عليها عدد من العلماء سب وشتم في رمضان إذا غضب الإنسان من شيء، وفي حالة غضبه نهر أو شتم فهل يبطل ذلك صيامه أم لا؟ سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- أجاب قائلا: لا يبطل ذلك صومه، ولكنه ينقص أجره فعلى المسلم أن يضبط نفسه ويحفظ لسانه من السب والشتم والغيبة والنميمة ونحو ذلك مما حرم الله في الصيام وغيره، وفي الصيام أشد وآكد محافظة على كمال صيامه، وبعدا عما يؤذي الناس، ويكون سببا في الفتنة والبغضاء والفرقة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث يومئذ ولا يسخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم». النية الجازمة هل يفطر الصائم بالنية الجازمة للفطر دون أكل أو شرب؟ فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- يجيب قائلا: من المعلوم أن الصوم جامع بين النية والترك، فينوي الإنسان بصومه التقرب إلى الله -عز وجل- بترك المفطرات، فإذا عزم على أنه قطع صومه فعلا فإن الصوم ينقطع، ولكنه إذا كان في رمضان يجب عليه الإمساك حتى تغيب الشمس، لأن كل من أفطر في رمضان بغير عذر لزمه الإمساك والقضاء، وأما إذا لم يعزم ولكن تردد فموضع خلاف بين العلماء، منهم من قال: إن صومه يبطل لأن التردد ينافي العزم، ومنهم من قال: إنه لا يبطل، لأن الأصل بقاء نية الصوم حتى يعزم على تركها وإزالتها. تقديم السحور إذا قرب الفجر في رمضان وعلي غسل جنابة ولا يكفي الوقت للغسل وأكلت السحور فهل أقدم الاغتسال ويفوتني السحور أم أقدم السحور ولا أغتسل إلا بعد الفجر؟ فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن عبد الرحمن بن جبرين -رحمه الله- أجاب على السؤال بقوله: أن يقدم السحور لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «تسحروا فإن في السحور بركة»، ويؤخر الاغتسال؛ لأن وقته واسع فإذا طلع الفجر وهو لم يغتسل اغتسل وصلى ولم يضر ذلك بصومه. فقد ثبت عن عائشة وأم سلمة -رضي الله تعالى عنهما-: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يدركه الفجر وهو جنب من أهله ثم يغتسل ويصوم». أحمر الشفاه هل أحمر الشفاه يبطل الصوم؟ فضيلة الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله العجلان قال: إذا كان على الشفة الخارجية، ولا يدخل الفم، ولا يصل الحلق منه شيء فلا بأس به. السباحة في رمضان هل تجوز السباحة في رمضان؟ وهل إذا جرح الإنسان في رمضان في يده أو قدمه -مثلا- فهل هذا يفسدالصيام؟ وإذا أخذ الإنسان بعض العطور ووضعها في جسمه فهل هذا يفسدالصيام؟ وهل الشتم والسب يفسد الصيام؟ سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- أجاب قائلا: تجوز السباحة في نهار رمضان، ولكن ينبغي للسابح أن يتحفظ من دخول الماء إلى جوفه. إذا جرح الصائم في يده أو قدمه وخرج منه دم فإنه لا يفطر بذلك. إذا طيب الصائم جسمه أو ثوبه بطيب فإنه لا يفطر بذلك لكن لو استعطه في أنفه فإنه يفطر. لا يجوز الشتم أو السب لا من الصائم ولا من غيره ولكن يتأكد تحريمه بالنسبة للصائم، وإذا وقع منه وهو صائم فإنه لا يفطر ولكنه يأثم. الإفطار قبل الأذان بعض الإخوة يفطرون في رمضان بعد غياب قرص الشمس وذهاب ضوئها عن الجبال العالية، فهل هذا جائز؟ مع العلم أن أذان المغرب يتأخر أكثر من عشر دقائق عن هذا الوقت الذي يفطرون فيه، وحجتهم أن من السنة الإسراع بالإفطار، وأن المؤذنين لا يراعون مغيب الشمس، إنما يؤذنون حسب التوقيت الفلكي المكتوب في المفكرات. فضيلة الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله العجلان أجاب بقوله: الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله.. وبعد: إذا كان إفطارهم بعد غياب الشمس فصيامهم صحيح؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:«إذا أقبل الليل من هاهنا، وأدبر النهار من هاهنا، وغربت الشمس فقد أفطر الصائم». ولا يحسن الخلاف في مثل هذا، وإنما الأحسن التأكد من غروب الشمس، ويكون الفطر في العموم لا لبعض الناس دون بعض، فالخلاف شر، والاتفاق على الحق رحمة وسعادة. والله أعلم. السفر للصيام هل يجوز أن يسافر الصائم من بلده الحار إلى بلد بارد أو إلى بلد نهاره قصير؟ فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- قال: لا حرج عليه في ذلك إذا كان قادرا على هذا الشيء، فإنه لا حرج أن يفعل؛ لأن هذا من فعل ما يخفف العبادة عليه، وفعل ما يخفف العبادة عليه أمر مطلوب. وقد كان النبي- عليه الصلاة والسلام- يصب على رأسه الماء من العطش أو من الحر وهو صائم. وكان ابن عمر -رضي الله عنه- يبل ثوبه وهو صائم. وذكر عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنه كان عنده حوض من الماء ينزل فيه وهو صائم. كل هذا من أجل تخفيف أعباء العبادة، وكلما خفت العبادة على المرء كان أنشط لفعلها، وفعلها وهو مطمئن مستريح. ولهذا نهى النبي عليه الصلاة والسلام أن يصلي الإنسان وهو حاقن، أي محصور بالبول فقال عليه الصلاة والسلام: «لا يصلي بحضرة الطعام ولا وهو يدافعه الأخبثان» كل ذلك من أجل أن يؤدي الإنسان العبادة وهو مستريح مطمئن مقبل على ربه. وعلى هذا: فلا مانع من أن يبقى الصائم حول المكيف، وفي غرفة باردة، وما أشبه ذلك.