تبذل الجهات الأمنية جهودا مشكورة في إدارة حشود المركبات والحشود البشرية المتجهة إلى الحرم المكي الشريف بغرض العمرة أو الصلاة خلال شهر رمضان المبارك أعاده الله على الأمة الإسلامية بالخير والبركة، وقد كنت شاهدا على ذلك منذ اليوم الأول من هذا الشهر الفضيل عندما ذهبت للعمرة قبل الزحمة كما يقولون إلا أنني فوجئت بنفسي وسط الزحمة، حيث شهد أكثر من مليون مصل الجمعة الأولى في الحرم واستمر التزاحم إلى ما بعد صلاة التراويح، وحسب المصادر الأمنية فإن (28) ألف رجل أمن يتولون إدارة الحشود في الدخول والخروج إلى ومن الحرم، وتكفلت إدارة النقل والطرق بالعاصمة المقدسة بتشغيل (950) حافلة للنقل العام ووضعت إدارة المرور خمس خطط محورية وفقا لمسارات الطرق المرتبطة بمركزية الحرم. وقد شاهدت انسيابية الحركة في الانتقال من مواقف كدي بواسطة حافلات النقل الجماعي عبر نفق كدي، وهو أحد المداخل إلى مركزية الحرم إلا أنني مع تقديرى لما يتم بذله ضمن خطة العشر الأول في مكةالمكرمة شاهدت أزمة حشود بشرية في وقت الخروج من المسجد الحرام بعد صلاة التراويح باتجاه موقف الحافلات المتجهة إلى موقف كدي وتمنيت أن تكون هناك كاميرات تصور حركة الحشود البشرية لحظة بلحظة للاستفادة منها في طرح الخطط البديلة التي تضمن انسيابية الحركة، وتمنيت أيضا تواضع أي من المسؤولين الكبار في الجهات المعنية والخروج متخفيا من الحرم إلى موقف الحافلات مع عامة الناس وقت الذروة ليشهد بنفسه أزمة الحشود التى تتكرر كل عام بلا حلول، وخاصة خلال ليالي الوتر من العشر الأواخر وما شاهدته ليلة السبت الماضي مؤشر لأزمة حشود بشرية في العشر الأواخر ما لم يتم تدارك الموقف من الآن مما يجعلنى أقترح إعادة تنظيم خروج المصلين من الحرم إلى موقف الحافلات بشكل انسيابي يمنع الانتظار الطويل في الممرات الضيقة والانتشار الكثيف في ساحة وقوف الحافلات والتزاحم والتدافع المخيف على ركوب الحافلات مما يعرض النساء والأطفال وكبار السن إلى المخاطر لا سمح الله ويعطى انطباع غير لائق للمستوى الحضاري للمملكة. فلو امتد الممران الخاصان بالرجال على طول الرصيف الأيمن لنفق الخروج إلى أول مخرج من النفق وهي مسافة يمكن قطعها مشيا على الأقدام بكل سهولة وخاصة للرجال فيكملوا خروجهم عبر حافلات تنتظرهم عند منعطف النفق لتنقلهم إلى مواقف كدي أو خارج منفذ النفق لتنقلهم عبر المسفلة إلى خارج مركزية الحرم فإننا نضمن بذلك عدم مزاحمة الرجال للعائلات في ساحة وقوف الحافلات، حيث تكون بأكملها للعائلات فقط بما يحقق إمتصاص جزء كبير من التزاحم قبل نقطة فرز الممرات بين الرجال والعائلات. ويمكن تقليص فترة الانتظار في الممرات الضيقة بأن يتم توزيع الممرات الثلاثة المخصصة للعائلات بطريقة تضمن انسيابية حركتهم بمد الممر الأيمن لمسافة إضافية إلى يمين الساحة والممر الأيسر إلى يسار الساحة، في حين ينتهي الممر الأوسط مقابل وسط الساحة ويتم إيقاف الحافلات في سلسلة اثنتي عشرة حافلة لكل رحلة ترددية للعائلات، أي بمعدل أربع حافلات لكل ممر بخلاف الحافلات المخصصة للرجال عند منعطف النفق الأول. ما أوردته هنا هي حلول عاجلة لإدارة الحشود البشرية عبر مدخل ومخرج نفق كدي يمكن الأخذ بها ضمن خطة العشر الأواخر لهذا العام، أما العام القادم فإنني أتمنى أن لا ينحصر تفكير الجهات المعنية في حافلات النقل الجماعي كوسيلة وحيدة لنقل الحشود البشرية إلى ومن الحرم عبر نفق كدي، حيث يمكن أن تتعدد الوسائل في آن واحد كأن يتم تركيب سلسلة متتابعة من السير المتحرك في جانب الرصيف الأيمن للداخل إلى النفق من جهة كدي ويتم تشغيله باتجاه الحرم للدخول قبل مواعيد الصلوات وباتجاه المواقف للخروج بعد الصلوات، وهي وسيلة مناسبة لمن أراد التنقل مشيا على الأقدام لتجنب التزاحم على الحافلات. كما يمكن الانتقال من أول النفق إلى آخره بالاتجاهين عبر عربات معلقة بخط كهربائي على سقف النفق تكون لها مواقف للتحميل والتنزيل على جسور مرتفعة عند فتحتي النفق وقد تكون هذه الوسائل مجتمعة أفضل من القطار الذي سمعنا عنه ولم نر تنفيذه لربط مواقف كدي بالحرم عبر النفق. أتمنى ويتمنى غيرى ممن قدر عليه أن يكون ضمن الحشود البشرية التي تنتقل إلى ومن الحرم عبر نفق كدي أن لا نسمع صراخ النساء والأطفال والمحارم لحظة التدافع لركوب الحافلات، وأن لا نرى الاستياء من التنظيم على وجوه ضيوف بيت الله الحرام وخاصة في ليالي الوتر من العشر الأواخر.. وكل رمضان وأنتم بخير.