كشف نائب مدير الأمن العام قائد القوات المشاركة في موسم العمرة اللواء ناصر بن سعود العرفج عن انحسار ظاهرة النشل والسرقة في المسجد الحرام «حيث لم تسجل القطاعات الأمنية المعنية بأمن الحرم سوى ثلاث حالات نشل في ال 20 يوما الماضية». وأكد اللواء العرفج في حوار مع «عكاظ» أن الخطط الأمنية تسير وفقا لما رسمته مديرية الأمن العام وأن القوات الأمنية على استعداد لإدارة وتنظيم وحفظ أمن الحشود خلال العشر الآواخر. ونفى نائب مديرالأمن العام قائد القوات المشاركة في موسم العمرة ما تردد حول إمكانية أن يعمد الأمن العام إلى منع أداء صلاة العشاء والتراويح في المطاف خلال العشر الأواخر من رمضان لإفساح المجال أمام الطائفين، مضيفا «هذا الأمر من صلاحية الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام ولا يدخل في اختصاصنا، معتبرا أن القوات المشاركة في تنظيم وإدارة الحشود ستتولى منع دخول غير المحرمين في حال رصد ارتفاع نسبة الكثافات البشرية في المطاف.. إلى تفاصيل الحوار: • ما خطة الأمن العام خلال العشر الآواخر من رمضان في ظل تزايد أعداد الزوار والمعتمرين؟ هناك دعم سخي وتوجيهات من القيادة ومن هذا المنطلق تم إعداد خطط تشتمل العناصر الأمنية كافة التي من شأنها تسهيل مهمة العمرة لقاصدي وزوار بيت الله الحرام، حيث تم تكثيف التواجد الأمني من خلال أعداد كبيرة من الضباط والأفراد في مختلف الجهات والقطاعات الأمنية؛ سواء في المنطقة المركزية أوالطرقات المؤدية لها لحفظ أمن وتنظيم الحشود، وتم دعم هذه الجهات بأفراد من مدن تدريب الأمن العام في الرياض، عسير، ومكةالمكرمة، بالإضافة لأعداد أخرى من العسكريين الذين يشرفون على مدن التدريب، وهؤلاء يعتبرون مشرفين على القوات في تنفيذ مهماتهم، كذلك تم دعم المرور بأفراد وضباط ممن لديهم الخبرة في المرور من مختلف مناطق المملكة، وأيضا قوات الطوارئ في مكةالمكرمة لها دور مهم في إدارة وتنظيم الحشود في الساحات المحيطة بالمسجد الحرام وتؤدي دورها في تنظيم ممرات المشاة من وإلى المسجد الحرام وكذلك محطات النقل في الاتجاه المؤدي لمواقف كدي، أما ما يتعلق بالعشر الأواخر فهناك تواصل في المهمات؛ بمعنى أن تؤدي هذه القوات مهماتها على أكمل وجه ابتداء من الظهر حتى أواخر الليل بتواجد مستمر للأفراد، وجميع هذه القوات جندت ودربت قبل تكليفها بدء المهمة في تسهيل مهمات المعتمرين، مع وجود قوات خاصة في الحرم الشريف طوال العام ويتم دعمها من القوات المساندة؛ سواء أكانت من الطلاب أم من قوات أخرى لها صفات رسمية في تأدية المهمات من خلال المواسم الماضية في تسهيل مهمات المعتمرين، مع التركيز على الشوارع المحيطة بالحرم الشريف من ناحية المسارات أو من ناحية السيارات التي تصل للمواقع المسموح بها في عمليات إنزال قاصدي بيت الله الحرام وكذلك عند الخروج، ونحن على استعداد تام لأداء هذه المهمة على أعلى المستويات يساعدنا على ذلك أيضا جميع الأجهزة الأمنية سواء ما يتعلق بغرف العمليات وتغطية المواقع كافة عبر الكاميرات الموزعة في المنطقة المركزية والمسجد الحرام والشوارع والطرق الرئيسة في مكة وكل ما تلتقطه من صور يمكن من خلالها قياس طبيعة العمل ومراقبة الساحات المحيطة بالمسجد ومواقع الكثافات. • كم عدد القوات الأمنية التي تتولى تنفيذ الخطة الأمنية خلال شهر رمضان؟ وما أبرز المهمات المطلوبة من القوات المسؤولة عن حفظ أمن المسجد الحرام؟ وهل هناك تنسيق مباشر مع القطاعات العاملة في رمضان؟ الأمن العام يشارك بقوة عددها 22286 ألفا ما بين طالب وفرد وضابط أمن، وهذه القوات تختص بتنفيذ مهمات الأمن العام سواء ما يتعلق بحفظ الأمن، أو تسهيل مهمات المعتمرين للوصول للحرم بكل يسر وسهولة مع إحكام السيطرة على الممرات وعدم تركها لإعاقة السير أو التوقف، وتنظيم المعتمرين داخل الحرم المكي وأثناء الدخول والخروج، والسيطرة على المواقع التي تشهد كثافات وحشودا بشرية. وتشارك قوات الدفاع المدني وتعمل على تنفيذ حفظ مهمات الأمن والسلامة وكذلك رئاسة شؤون المسجد الحرام التي تتولى ضبط الأمور التي يتطلب الأمر عدم دخولها للحرم من مأكولات وعفش يشاركهم في ذلك رجال الأمن، حيث تعمل قوة أمن الحرم على حفظ الأمن طيلة العام يساندها في ذلك خلال مواسم العمرة ورمضان والحج القطاعات الأمنية المشاركة في تنفيذ الخطة العامة، وأيضا ما تنفذه أمانة العاصمة المقدسة من دور كبير وفعال في المناطق المحيطة بالمسجد الحرام، وأيضا وزارة الحج في ما يتعلق بالعمرة وشركات العمرة والنقل، وجميع هذه الجهات تعمل بصفة مترابطة وتؤدي خدماتها بشكل متكامل. • كيف تتعامل الجهات الأمنية مع ما تشهده المنطقة المركزية من ظواهر سلبية كالتسول والنشل والسرقة ودفع العربات؟ بتوجيهات من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة هناك لجان شكلت من قبل الإمارة وعدد من الجهات الأمنية والرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام للكشف عن الظواهر السلبية، وقد خصصت مديرية الأمن العام لهذه اللجان جهازا داعما مكونا من 400 ضابط وفرد تحت مظلة اللجان التي تعمل بصفة مستمرة طوال اليوم، وتمكنت هذه اللجان من السيطرة على تلك الظواهر، وكان لها دور كبير في محاربة الظواهر السلبية حتى أصبحت قليلة جدا ولا تلاحظ بالشكل الذي كان في السابق واللجان ستواصل أعمالها لحين القضاء عليها، وهذا إن دل فإنما يدل على نشاط تلك اللجان ووعيها وإداركها لما تؤديه من أعمال. • ظاهرة النشل من أخطر الظواهر السلبية التي تتولى القطاعات الأمنية مكافحتها، كيف تواجهونها وهل أصبحت تشكل خطرا على الزوار والمعتمرين؟ الحمد لله ظاهرة النشل في المسجد الحرام تدنت، ولم تعد ظاهرة مقلقة أبدا، حيث دفعت المتابعة الدقيقة وكثافة التواجد الأمني وحجم الكاميرات الموزعة على أنحاء المسجد الحرام كافة، الداخلية والخارجية، إلى انحسار هذه الظاهرة، ولم تسجل القطاعات الأمنية خلال 20 يوما الماضية سوى ثلاث حالات نشل. • ناقشت 15 جهة حكومية و60 مختصا ظاهرة التائهين من الحجاج والمعتمرين، كيف تتعاملون أنتم مع ذلك، وهل لكم إسهامات للحد من تفاقمها؟ كل القطاعات الأمنية المشاركة في موسم الحج والعمرة تساهم مساهمة كبيرة في إرشاد التائهين أو غيرهم ممن يحتاجون إلى المساعدة، وقيادة أمن المسجد الحرام تتولى تسليم التائهين إلى مكاتب الإرشاد العاملة في هذا المجال والتي تتبع إداريا للرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام وتشرف عليها، وهي التي تتولى مخاطبة الجهات أو تسليم التائهين لذويهم، وهناك سلسلة من الإجراءات بالنسبة لرجال الأمن في ما يتعلق بالتائهين كالتعميم والبحث مع الاتصال بالمستشفيات، كما أن الدوريات الأمنية تتولى الإبلاغ عن التائه عندما تعثر عليه ويتم التعامل مع التائهين إنسانيا لحين يتمكنوا من العودة إلى أسرهم. • هل الهدف من إنشاء قوة خاصة لأمن الحج والعمرة إسناد المهمات لها في ما يتعلق بإدارة الحشود في الأعوام المقبلة في ساحات المسجد الحرام؟ القوة أنشئت حديثا ولم يتجاوز عمرها العامين، والآن نسعى ليكون لها ملاك كبير من الأفراد والضباط بما يمكن الاعتماد عليهم في مثل هذه المهمات، وهي الآن تغطي جزءا كبيرا من مهمات ساحات المسجد الحرام الشرقية والجنوبية ولها دور مهم في تنظيم حركة الحشود سواء خلال شهر رمضان كذلك الحجاج في مواسم الحج الماضية، وأتوقع أن يكون لها دور فاعل ومهم وكبير خلال السنوات الخمس المقبلة في موسم الحج والعمرة، وهي أنشئت لتكون قيادة مختصة تؤدي الدور بحكم الممارسة الطويلة لأعمال الحج وتصل لمرحلة كسب الخبرة في هذا المجال لتؤدي مهماتها على أكمل وجه، ونخطط بأن ننفذ الأعمال بمشاركة القوات الموجودة داخل مكةالمكرمة دون إسناد في حال تم اكتمال برنامج دعمها بالقوات. • يشارك عدد كبير من طلاب مدن تدريب الأمن العام في تنفيذ الخطة، ألا تخشون من أن قلة الخبرة لديهم في التعامل مع ضيوف الرحمن قد تنعكس سلبا عن رجل الأمن؟ لا أجزم أن الطلاب المشاركين لديهم الخبرة الكافية للتعامل مع جميع الشرائح، لكننى أؤكد على أن جميع طلاب مدن تدريب الأمن العام يتلقون التدريبات قبل انتقالهم لمكة في مدن التدريب في مناطق المملكة عن طريق محاضرات ودروس وورسائل توجيهية في فن التعامل مع الجمهور والتعامل الإنساني مع قاصدي وزوار بيت الله الحرام، وفي ذات الوقت يتم تكثيف فترة التدريب في ما يتعلق بالعمل في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة ويخصص لهذا الجانب من التدريب جزء من الدراسة والتحصيل في جميع مدن التدريب في المملكة، ويعتبر هذا الأمر الجزء الأهم في مناهج التدريب، خاصة في ما يتعلق بمواسم العمرة أو الحج، مع العلم أن الذي يهمنا في هذه الخطة هو المشاركون فقط من الطلاب، ويخضعون لتدريبات نظرية وعملية وخلال 15 يوما من بدء المهمة يتم تدريبهم ميدانيا في ما يتعلق بكيفية التعامل مع الزوار وأدائهم لمهماتهم وما هو المطلوب منهم خلال تنفيذ المهمة. • يتردد حديث عن نية الأمن العام منع صلاتي العشاء والتراويح في المطاف وإفساح الصحن أمام الطائفين، هل سيتم التنسيق مع رئاسة الحرمين لمنع الصلاة خلال العشر الأواخر في المطاف؟ لن نمنع أداء صلاتي العشاء والتراويح في صحن المطاف خلال العشر الأواخر من رمضان؛ لأن هذا الأمر ليس من اختصاصنا فنحن مسؤولون عن تنظيم وإدارة الحشود وحفظ الأمن فقط، وهذا الأمر يعد من صلاحيات الرئاسة العام لشؤون المسجد الحرام ولا يمكن أن نتدخل في أعمال لا تخصنا، لكننا سنمنع دخول غير المعتمرين لصحن المطاف في حال وجود كثافات بشرية أدت إلى امتلاء المطاف بالمعتمرين وإغلاق بوابات المسجد الحرام وتحويل المصلين إلى الطوابق العليا أو الساحات الخارجية للمسجد الحرام. • هل المشاريع الجاري تنفيذها في المنطقة المركزية تؤثر على الجوانب الأمنية؟ وكيف ساهم مشروع المسعي في تخفيف الزحام؟ لا يوجد هناك أي تأثير أمني للمشاريع الجاري تنفيذها في المنطقة المركزية وهناك تنسيق مباشر مع الجهات كافة التي تتولى تنفيذ أو الإشراف على تلك المشاريع، وبلا شك فإن مشروع توسعة المسعى خفف من الضغط في الكثافات البشرية حيث يعمل الآن بطاقة كبيرة ومتعدد الأدوار، حيث ساهم مساهمة كبيرة في تخفيف الضغط على المعتمرين الذين حقق لهم هذا المشروع أداء النسك بكل يسر وسهولة.. • هل تم تسجيل أي خروقات أمنية في الخطة الأمنية لشهر رمضان، وماذا عن حفظ أمن الأبراج المحيطة بالمسجد الحرام؟ لم يتم تسجيل أي خروقات أمنية في الخطة التي تطبقها القطاعات الأمنية، ومهمة حفظ أمن الأبراج المحيطة بالمسجد الحرام تدخل ضمن اختصاصات شرطة العاصمة المقدسة في المحور الثالث وتخضع لرقابة أمنية دقيقة، وأيضا يتوفر في تلك الأبراج حراس أمن ذاتيون يتولون الإبلاغ للجهات الأمنية عن أية ملاحظات يرصدونها على مدار الساعة. • ما الضوابط الأمنية في ليلتي 27 و29 من رمضان؟ لا شك أن ليلتي 27 و29 تشهدان كثافة كبيرة في أعداد قاصدي بيت الله الحرام، لكننا من خلال تنفيذ الخطة لا فرق لدينا بين ليلة وأخرى خلال العشر الآواخر، فالخطة يتم تطبيقها بشكل دقيق ويتم تكثيف التواجد الأمني والحرص على إدارة وتنظيم الحشود بالشكل الذي يضمن سلامة الزوار والمعتمرين، ورجال الأمن لا يغادرون مواقعهم إلا بعد انقضاء المهمة المنوطة بكل واحد منهم. • هذا العام طبقتم النقل الترددي لأول مرة في مكةالمكرمة فهل قضي على الاختناقات المرورية؟ وهل سيتم تطبيقه على كل الطرق المؤدية للمسجد الحرام؟ الذي عاش الفترة الماضية بدقة وبتمعن يجد أن هناك عملا وتوفرا في وسائل النقل وعدم توقف في حركة السير وهذا إن دل فإنما يدل على عمل كبير تتولى تنفيذه إدارة مرور العاصمة المقدسة، حيث تم تكثيف حركة الحافلات بشكل جيد في جميع مداخل مكةالمكرمة حيث تنقل المعتمرين بين مواقف السيارات والمسجد الحرام، وتطبيق الخطة الترددية على شارع الملك عبد العزيز المؤدي للمسجد الحرام أثبتت نجاحا وتخضع للدراسة وفي حال ثبوت نجاحها سيتم تطبيقها على جميع الطرق المؤدية للمسجد الحرام في الأعوام المقبلة.