«السعودي أبشع رجل في العالم!»؛ هذا ليس رأيي بكل تأكيد، بل عنوان «هاشتاغ» نال شعبية واسعة بعد لحظات قليلة من بدء إحدى الفتيات السعوديات بإطلاقه على موقع التواصل الاجتماعي الشهير «تويتر». وبغض النظر عن صبغته التعميمية غير المنصفة، والدوافع الخفية لإطلاقه، والتي قد تكون شخصية إلى حد كبير؛ يبقى لهذا الرأي وزنه الذي استطاع جذب عشرات التعليقات المؤيدة والمضادة من الجنسين في بلدنا. لن أقول إن الرجل السعودي «يظلم» كثيرا حين يرجم في بعض الأوساط الأنثوية بتهمة البشاعة «المعنوية» و «السلوكية» قبل البشاعة «الشكلية» الظاهرية، لكنني أقول بكل ثقة إن الرجل السعودي يعتبر كائنا «مجهولا» إلى حد كبير بالنسبة للمرأة السعودية بحكم البيئة المجتمعية وخصوصيتها في بلدنا، مثلما تعتبر المرأة «مجهولة» في أحيان كثيرة بالنسبة للرجل السعودي للأسباب ذاتها. ولأن بعض النماذج القريبة المحدودة التي قد تتعامل معها المرأة تبدي صورة غير صحيحة عن بقية الرجال السعوديين، يصدر مثل هذا الحكم الأنثوي الغابن. فاللواتي يرين أن السعودي من أسوأ رجال العالم هن نساء لم يصادفن في حياتهن إلا غير الناضجين من «طحالب» السعودية؛ دون أن يلتقين ب «رجالها» الحقيقيين، المفعمين بالذوق، والإحساس، والشهامة، والعنفوان، واحترام إنسانية المرأة وتقدير كيانها. واللواتي يرين أنه الأبشع يحكمن على أنفسهن بالبشاعة؛ لأنهن لسن بنات الرجل الذي ساهم في إنجاب امرأة تم تصنيفها على قائمة أجمل نساء العالم بعد المرأة المجرية والبولندية بشهادة دراسة بريطانية حديثة. وأخيرا.. أعتقد أن للعقول المثقفة المستنيرة التي تدرك الفرق بين «التدين» و «التزمت» دورا مستقبليا ضروريا في محاولات ردم الصدع الناجم عن سوء الظن، وقلة المعرفة، وانعدام الثقة بين الرجل والمرأة على هذه الأرض. Twitter @zainabahrani [email protected]