(النساء ذوات الوجه الجميل يملكن مستوى عالياً من الهرمون الجنسي الأنثوي الأوستريجون).. هذه الحقيقة تم اكتشافها مؤخراً في جامعة سانت أندرو بمساعدة من طالبات الجامعة نفسها - ونشرت بالتفصيل في آخر عدد من مجلة Biological Science. فقد عمدت الدكتورة مريام سميث إلى جمع صور 56 طالبة (بين سن ال 18 و24) وعرضتها على 30 طالباً بغرض تقييمها من حيث الجمال والجاذبية وتناسق الملامح.. وفي نفس الوقت أجرت تحليلاً لمستوى هرمون الأوستريجون (المسؤول عن خصوبة المرأة وإعطائها الملامح الأنثوية المعروفة). فوجدت تطابقاً بين مستوى الهرمون المرتفع وجاذبية المرأة في عين الرجل.. ليس هذا فحسب بل اتضح أنه كلما ارتفع مستوى الهرمون الأنثوي كلما تمتعت المرأة بعينين أكبر وفكين أصغر وشفايف ممتلئة وشعر أكثر غزارة - وهي الصفات التي ينجذب إليها الرجال (لسبب غامض عميق)!!! ... وهذه الدراسة تضاف إلى دراسات كثيرة سابقة تؤكد وجود علاقة بين الخصوبة والقدرة على الإنجاب - من جهة - وبين ما نعتبره جمالاً وجاذبية من جهة أخرى.. وكان العلماء في جامعة جاجيلونيون (في بولندا) قد أجروا دراسة مماثلة - قبل عامين - اكتشفوا من خلالها أن النساء ذوات الخصر النحيل والصدر الكبير والسيقان الطويلة أكثر خصوبة من غيرهن.. فقد اتضح أن النساء اللواتي يتمتعن بهذا الشكل الجذاب (شكل باربي) يملكن معدلاً مرتفعاً من الهرمونات الأنثوية يزيد عن غيرهن بنسبة 30٪. وبما أن هذه الهرمونات تلعب دوراً مهماً في الحمل والإنجاب يعد هذا دليلاً على أنهن أكثر خصوبة وأقدر على متطلبات الأمومة من غيرهن. وقد أجريت الدراسة على مجموعة كبيرة من النساء تتراوح أعمارهن بين 24 و37 عاماً لقياس علاقة «الشكل» بالقدرة على الحمل والانجاب. وتم تقسيمهن إلى أربع فئات؛ الأولى للبدينات (كشكل التفاحة) والثانية البدينات من الأسفل والنحيفات من الأعلى (كشكل الكمثرى) والثالثة لمن خلقن كقالب متصل (كشكل الخيارة) والرابعة للشكل الذي تحدثنا عنه سابقاً (شكل باربي).. وفي حين عانت الفئة الأولى والثالثة من مشاكل في الحمل والانجاب والثانية من مشاكل في الدورة ونقص في الهرمونات الأنثوية؛ تمتعت الفئة الأخيرة بخصوبة عالية ومستوى عال من هرمون الأوستريجون الأنثوي! والعجيب أكثر أن الرجال ينجذبون تلقائياً (وبلا علم أو وعي منهم) إلى المرأة الجميلة التي تتمتع بخصوبة عالية وقدرة أكبر على الإنجاب. فالشكل الأخير مثلاً هو الشكل المفضل لدى الرجال ويعد - في مقاييس الجمال - الأكثر جاذبية ولفتاً للانتباه. كما أن انجذابهم لتفاصيل صغيرة فاتنة (كوسع العينين وامتلاء الشفتين وغزارة الشعر) يتوافق مع عملها كإشارات على خصوبة المرأة وغزارة الهرمون الأنثوي لديها.. وفي الحقيقة أصبح من شبه المؤكد اليوم أننا - رجال ونساء - ننجذب بالفطرة إلى العناصر الجمالية التي تدل على الصفات الوراثية الممتازة في الجنس الآخر؛ فكما ينجذب الرجال إلى ذوات الشعر الكثيف والصدر الكبير والخصر النحيل كإشارات على الخصوبة ووفرة الهرمونات الأنثوية؛ تدرك النساء بالفطرة أن خشونة الصوت واتساع الصدر وحدة الوجه دلائل على وفرة الهرمون الذكري «التستيرون» (وبالتالي ينفرن تلقائياً من أصحاب الوجوه الطفولية والأصوات الأنثوية والأكتاف الهزيلة خشية العقم وعدم تحمل المسؤولية)! على أي حال؛ قد تكون العلاقة غريبة ولكنها بالتأكيد ليست مفاجئة... ففي عالم الحيوان يتقاتل الذكور دائماً على الأنثى الأكثر خصوبة - لضمان سلامة الذرية - في حين تميل الإناث إلى الأكثر قوة وعنفواناً - لحماية سلالتها الجديدة!! ولا يغيب عنكم.. أفلام عربية كثيرة تمحورت حول هذا الموضوع.