في الوقت الذي ينعم أهالي قرى وهجر وادي حبونا بالتنقل من وإلى منازلهم في أي وقت، يعيش أهالي قريتي الحرشف وكتنه جنوب المحافظة واقعا مختلفا، فما إن تهطل الأمطار وتجري السيول في وادي حبونا، حتى يبدأوا الاستعداد لتجهيز مؤنهم من أدوية وتموين بما يكفيهم لعدة أيام، تحسبا للعزلة المفروضة عليهم وأسرهم في مثل هذه الظروف سنويا.عدد من الأهالي تحدثوا ل«عكاظ» معبرين عن مأساتهم الموسمية ومعبرين عن أملهم في إيجاد حلول عاجلة تضع حدا لهذه المعاناة. العبّارات الأنبوبية صالح حمد آل خريت أحد سكان الحرشف يقول: استبشرنا خيرا بالعبارات الانبوبية التي تم تركيبها قبل عدة أعوام، ولكن مع الأسف نقول ليتها لم تركب حيث تسببت في تحويل مجرى السيول باتجاه مزارعنا وألحقت بنا ضررا كبيرا بعد أن تعرضت للانسداد لصغر حجمها وقلة عددها، ونحن نطالب بعبارات خرسانية أكثر قدرة على استيعاب المياه المتدفقة. ويضيف آل خريت: الأهالي تقدموا بشكوى لإمارة المنطقة قبل عدة أعوام وحضرت عدة لجان ووقفت على واقع الحال ميدانيا، وقررت تحويل العبارات الانبوبية إلى خرسانية، ولكن لم نر شيئا ولم تتحرك إدارة الطرق لتنفيذ هذه التوصية حتى اليوم. بدوره يقول هادي مانع آل سليم من سكان قرية كتنه: في كل عام نتقدم بطلب إلى البلدية ونتلقى الوعود بإنشاء جسر أو حتى عبارات خرسانية بدل المزلقان الحالي الذي تعرض للتكسير من قوة جريان سيول وادي حبونا، وحتى هذا اليوم لم يتم أي شيء على ارض الواقع. وأفاد علي محمد آل سليم أن معاناتهم تكمن في أن من يتعرض من أسرهم للمرض لا سمح الله لن يتمكن من مغادرة المنزل طالما السيول تملأ الوادي، فليس هناك طريق بديل لنقل مرضاهم خاصة الأطفال والحوامل. وذكر مصلح محمد آل سليم وسعيد آل سليم أن طلاب المدارس كثيرا ما يكونون ضحايا لكثرة الغياب بسبب جريان وادي حبونا بالسيول الموسمية، على نحو ما حدث العام الماضي حيث اضطر الأهالي لتغييب أبنائهم 4 أيام. وذهب كل من تحدث ل«عكاظ» إلى القول: نطالب بإنشاء عبارات خرسانية يراعى فيها تعدد الفتحات وكبر حجمها نظرا لاتساع الوادي، وذلك تفاديا للأخطاء التي ظهرت في العبارات السابقة التي تكسرت تحت قوة تدفق السيل في وادي حبونا. عبّارات جديدة قريبا «عكاظ» نقلت شكاوى المواطنين إلى رئيس بلدية حبونا المهندس مانع صالح المحامض الذي جدد ما أكد عليه في اجتماع المجلس البلدي الأخير مع المواطنين بأن جميع قرى المحافظة سوف تنتهي من معاناتهم من العزلة التي تفرضها السيول عليهم سنويا، حيث سيتم إنشاء عبارات لخدمة سكان تلك القرى في القريب العاجل.