رغم الفرحة التي يعيشها أهالي قرى وادي ترج في منطقة عسير بجريان السيول وهطول الأمطار، إلا أن الخوف والقلق من العزلة التي ستخلفها يفسدان هذه الفرحة، فللوادي ذكريات مؤلمة لدى كثير من السكان، حيث شهد على مر السنين عدداً من المحاولات الفاشلة لعبور مياهه كان أبطالها أطفالا وشيوخا ونساء وعمالا، لقوا حتفهم بعد أن جرفتهم السيول المتلاطمة. بهذه الكلمات عبر عدد من سكان الوادي عن المعاناة التي يعيشونها، حينما تعزلهم السيول عن العالم الخارجي وتحاصرهم في منازلهم، حائلة بين الطالب ومدرسته، والمريض وعلاجه، والجائع وزاده. وبات من المألوف بعد جريان الوادي الذي يزيد طوله على 300 كيلو متر، حتى يلتقي بوادي بيشة قرب قرية الحازمي، أن يرى سكان عشرات القرى الواقعة على ضفتيه، طائرات الدفاع المدني وهي تهبط بين منازلهم لتسعفهم وتنقل مرضاهم وتوصل لهم المعونات الغذائية والحاجيات الضرورية. وقال صالح بن سعيّد الحارثي "من سكان ترج"، إن الوادي يعتبر أحد أهم أودية الجزيرة العربية و أكثرها جرياناً، إضافة إلى استفادته من الأمطار التي تهطل على النماص وتنومة، مشيرا إلى أن القرى التي تقع على ضفتيه يتبع معظمها لمركزي القوباء وبيشة. وأشار إلى أن جريان السيول يعزل هذه القرى، ومن ثم فقد طالب سكانها بإنشاء جسور لتخليصهم من هذه العزلة إلا أن مطالبهم لم تتحقق، وهو ما يتسبب في تعطل الدراسة لمرات عديدة بعد عزل السيول الطلاب والمعلمين عن مدارسهم والموظفين عن أعمالهم، مبينا أن العزلة لا تنتهي بتوقف السيول عن الجريان فالسيول تخلف بركاً مائية تستمر لأيام وتعقب ذلك مشكلة جديدة لأصحاب السيارات الصغيرة بفعل الطين والوحل ويبقى أهل القرى تحت رحمة أصحاب المعدات الثقيلة لفتح الطرق بعد كل سيل. وأبدى سعيد مرعي الحارثي، استغرابه من غياب هذه الخدمة الحيوية لسكان قرى الوادي على الرغم من تكرار المطالبات وتكرار المعاناة والحوادث المأساوية، مؤكداً أن عدم تحقيق مطالبهم بإنشاء جسور على الوادي لا يتعدى طول الواحد منها مئة متر، كفيل بأن يحول قراهم إلى سجن في حال جريان السيول. في حين أكد فلاح بن دغش الحارثي، أن أكثر المتضررين من العزلة التي تشهدها قرى الوادي في كل عام هم المرضى الذين تحول بينهم والمستشفيات السيول، مما تسبب في تردي أوضاعهم الصحية وانتكاستها، مشيراً إلى أن تنفيذ الجسور والعبارات على الوادي بات على قائمة احتياجات سكان قرى الوادي. من جهته، أكد مدير فرع الطرق والنقل في محافظة بيشة علي فطيس العلي، أنه جرى تصميم جسر آل الرومي بطول 180مترا، وكذلك اعتماد دراسة وتصميم جسر الفطحة بطول 225مترا مربعا، والرفع بمطالبات بتنفيذ جسر الغفرات بطول 300 متر، وجسر جلان بطول 225 مترا، وأن الفرع يتابع هذه المشاريع ويسعى لتنفيذها حسب الأولويات المجدولة لها من قبل الوزارة ومجلس منطقة عسير.