قدمت الفنانة التشكيلية مشاعل الكليب في معرضها الأخير «شيء ما» مجموعة من الأعمال الفنية التي أرخت لمرحلة زمنية في عمر الفنانة ولعل أبرز ما يميز تلك المرحلة هي تلاعبها اللوني الذي أغرق لوحاتها مستدرجة العين إلى أجواء هادئة تارة وصاخبة تارة أخرى، فالضوء في لوحاتها حول الوجه إلى فضاء لوني مشبع بالانفعال النفسي الممتد إلى الأفق، لقد أحدثت مشاعل الكليب أثرا لونيا لدرجة الإشباع البصري الدال على المعنى. عن أعمال مشاعل يقول الناقد عبدالعظيم شيلي «استطاعت الفنانة مشاعل الكليب في معرضها «شيء ما» توظيف مفاهيمها الفنية، وتوليف خبرتها ضمن أنساق جمالية تعكس شخصيتها المستقلة، لتقدم «شيء ما» بين المعنى والمبنى. وليس بالأمر السهل تحقيق هذه النتيجة قياسا لعمرها الفني، فالمستقبل يفتح ذراعيه لإبداعاتها المنتظرة، وأول تباشير هذا الفرح الجمالي يتألق في ثنايا هذا المعرض الذي يعتبر الأول خلال مسيرتها الفنية حيث ينسكب اللون بشاعرية متدفقة يعبر عن ذات الفكرة، وتكويناتها غير المعقدة، تراكيب فيها من قيم التوازن الشكلي والنضج اللوني حتى الأعمال ذات المساحات الجرداء فيها الكثير من التضاريس النابضة بالطبقات اللونية المكثفة وتضميناتها المحفزة بتوهجات آثار التربة ومتغيراتها الموسمية، هناك بعض الأعمال تمثل جانبا محليا صرفا خصوصا التي تحمل ملامح هوية المكان وناسه، أعمال تعبر عن روح الانتماء إلى إنسان هذه الأرض وأصالته معجونة بقالب عصري، تقول لنا: لنعيد النظر في موروثاتنا الشعبية ففيها الكثير من القيم الجمالية النبيلة، بل هي كنز مفتوح إلى كل ذي بصر وبصيرة وإلى من يحمل رؤية فنية متجددة، وهاجسا إبداعيا ليعبر عن ملامح البشر وسماتهم الطيبة ودواخلهم النفسية من حزن وألم وسعادة وفرح». مشاعل بنت عبدالعزيز الكليب حاصلة على بكالوريوس، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، كلية اللغة العربية، حصلت على العديد الجوائز والتكريمات منها جائزة الملتقى العلمي للجامعات ومسابقة السفير ومسابقة الوطن وصيف حائل، قدمت العديد من الدورات التدريبية في مجال الرسم، لها عدة مقتنيات، شاركت في معارض محلية وعالمية عضوة الجمعية السعودي للفنون التشكيلية.