فنانة وجدت نفسها بين ألوان الحياة.. اللوحة بالنسبة لها هي المكان الحقيقي الذي يحمل أحاسيسها ومساحاتها البيضاء هي حرية التعبير والتحليق ومساحة تبوح لها بكل الأسرار وتصور على بياضها كل الأماني، وجدت في الفن ترجمة لمشاعر المرأة الفنانة والإنسانة معتمدة على ذاتها في تعلم وممارسة الرسم وخلق عالم خاص بها فاتخذت من الفن وسيلة للتعبير دون دراسة مسبقة في معاهد أو أكاديميات.. لتوجد لنفسها أسلوب تصف به البيئة السعودية الشمالية بالذات حيث حائل مسقط الرأس ومكمن الروح جذبتها جمالية الصحراء اللامتناهية وزرعها المتناثر والتراث والحياة اليومية القديمة وذكريات ما زالت مطبوعة في ذاكرة الفنانة خلفة الشمري تتوالد ببساطة من غير تكلف اهتمت برسم المعالم التراثية والمباني والوجوه المختلفة وكل ما يتعلق بالتراث والحياة الماضية بما فيها من بساطة وجمال بالرغم من صعوبة الظروف وقسوتها إلا أن جو من المحبة والألفة كان يسود بين الناس.. والموضوع الحقيقي في فنها هو (الإنسان) الذي يحرك مشاعر مشاهديه فتوضح علاقته بمن حوله لتضع صورة الإنسان النقي وتبحث من خلاله عن أعمق المعاني الإنسانية كالصبر والكفاح في الحياة الماضية، والعزلة أحيانًا تستحضر شخوص نسائية عديدة بلا ملامح لتشرع في إثارة الجدل والدهشة تظهر المرأة في معظم لوحاتها حزينة متألمة صامتة فتبدو أحيانًا في أقسى لحظات الحزن والعزلة ثم يتغير الأمر شيئًا فشيئًا لتصل إلى أقصى درجات الفرح، حيث عواطفها ومشاعرها كأمواج البحر المتقلبة في انخفاضها تارة وارتفاعها تارة أخرى لتكون مصدرًا لا ينضب للمحبة والتضحية والحنان.. وجوه مسطحة تختفي ملامحها تتيح لعين المتلقي وعقله محاورة لونية في إحالات المعنى.. وأحيانًا تقترب أعمالها من عالم الطفولة، وتحاول تقصّي شيء من ملامحه كاللعب والحركة العفويّة فيظهر العنصر الإنساني في العمل الفني كعنصر حي تبث من خلاله الحركة والحياة في العمل الفني تميزت أعمالها بجمالية اللون والضوء لتمنح مفرداتها طابعًا لونيًا جميلاً باستخدامها تراكيب لونية زخرفية، ونلاحظ في أعمالها أحيانًا تناغمًا لطيفًا في رسم الشخوص الإنسانية والحيوانية والتي كانت لغاية تلبي حاجات الإنسان.. ولا يقتصر فنها على رسم شخصيات إنسانية وموضوعات مستمدة من الطبيعة بل تنبه الناس إلى جمال الطبيعة وتنبههم إلى جمال العلاقات الاجتماعية التي ينشغل بها الناس وتصور الروابط التي تؤلف بينهم لأنها تعتبر الفن جزء من الحياة الاجتماعية.. ترسم أحب الأشياء إليها مبتدئة برسم ما حولها من الفواكه والأشخاص والطبيعة والأماكن المليئة بالحكايات والأحداث.. أعمالها غنية جدًّا بالمفردات في كل زاوية فكرة وحكاية وجمال وطبقات لونية فيها حس شعبي.. الفنانة خلفة الشمري بالرغم من أن شخوصها وبعض من مفرداتها تبتعد عن المقاييس الصحيحة وقواعد التشريح إلا أنها استطاعت أن تنتج أعمال إبداعية جميلة تعتمد على موهبة فطرية وحس فني صادق.