استغرب عدد من السكان في منطقة تبوك من الصورة التي بدا عليها الجسر الجديد، سيما أن ملامحه تنذر بعزل الجانب الجنوبي عن الشمالي بطريقة مشوهة لتاريخ المكان وروح المدينة كما عبر بعض الأهالي. من جهته، قال رئيس المجلس البلدي لمدينة تبوك جمال سداد الفاخري «قرار تنفيذ الجسر تم في فترة سابقة وبعد البدء بالمشروع وظهوره للعيان وبناء على ما رفعه بعض الأعضاء وكذلك بعض ملاحظات المواطنين تم طرح الموضوع للنقاش، وحيث إن هذا الجسر أصبح أمرا واقعا، فلا يمكن تدارك المشكلة نظرا لاعتماد المشروع وترسيته والبدء بتنفيذه، وأية محاولة لتعديله ستكون مكلفة جدا، لذا كان النقاش لهدف تدارك الأمر وعدم تكرار هذه المشكلة في مواقع أخرى، وعليه فقد تم الالتزام بذلك من قبل الأمانة». وفي السياق نفسه، رغم كل المحاولات لأخذ رأي أمانة منطقة تبوك حول المشروع عبر ارسال فاكس والاتصال بهم عبر الهاتف إلا أنها لم ترد واكتفت بالصمت. ومن جانبه، يرى المهندس المعماري صالح العيد أن هناك العديد من التصاميم والأفكار والحلول التي تعتبر أفضل بكثير من التصميم الحالي، خصوصا في منطقة تاريخية وقديمة من تبوك، إذ كان من الأولى عدم تشويه الطابع العام للمدينة بمنشآت غير متجانسة مع النسيج العمراني للمدينة، وجعل المشروع عبارة عن نفق تحت الأرض وعمل إشارة ضوئية فوق النفق للالتفاف والعبور الجانبي، لتكون الفائدة هي حجز الضوضاء الناتجة عن عبور المركبات، وتسهيل حركة المشاة باتجاه الجانبين مرورا عبر الإشارات الضوئية في الأعلى حيث تشهد المنطقة القريبة لموقع المشروع حركة مشاة نشطة. «عكاظ» زارت موقع المشروع ووجدت انه صمم بطريقة مصمتة من الجوانب، وبهذه الطريقة تحجز كتلة «الكوبري» الاتصال البصري والحركي بين الأحياء المجاورة للجسر من الجهتين، يضاف إلى ذلك الطول الكبير لمنحدرات الجسر التي أدت إلى ظهور شبه جدار يصل طوله إلى مئات الأمتار، ومن الوهلة الأولى فإنه لا يتبادر إلى الذهن أن هذا الجدار جسر إلا عند رؤية المخارج في الوسط والتي تعتبر قليلة جدا إذا ما قورنت كتلتها بالكتلة المصمتة الهائلة للكوبري. وقال كل من فالح العطوي احد سكان الحي القريب من المشروع الجسر الجديد بحاجة الى اعادة نظر في وضعه الحالي لأنه جعل جميع الاحياء الغربية معزولة تماما عن باقي احياء تبوك. من جهته، قال محمد البلوي من سكان حي الخالدية «المشروع ننتظره بفارغ الصبر، لكن لم نكن نتوقع أن تكون صورته على هذا النحو».