وجد النظام السوري الحاكم في دمشق في التهاون الدولي إزاء الجرائم التي يرتكبها بحق الشعب السوري غطاء شرعيا لما يفعله وهو ما أغراه بالإقدام على مزيد من المجازر التي يروح ضحيتها عشرات الضحايا كل يوم وتتهدم بسببها عشرات المنازل كل ساعة غير آبه بما يسفكه من الدماء وما يترامى إلى مسامعه من صرخات الجرحى والثكالى والأيتام. ورغم تلك المجازر تقف الأممالمتحدة عاجزة عن فعل أي شيء لإنقاذ الضحايا ووقف المجازر مكتفية بخطة عنان والمراقبين الذين تعترف أنهم غير قادرين على فعل شيء بينما يكتفي عنان برحلاته المكوكية إلى دمشق وهي رحلات لرفع العتب دون أن تقدم حلا عادلا وشافيا يكفل وضع حد لآلام الشعب السوري ويمنع النظام من استمراره في البطش والقتل والتدمير واستخدام الأسلحة الثقيلة في قصف المدن والتجمعات السكنية. ولأن النظام الحاكم في سوريا يريد تبرير ما يقوم به من أعمال وحشية فإنه لا يتردد بين تارة وأخرى عن القيام بعمليات تفجير هنا وهناك لكي يوهم العالم أن ثمة عمليات إرهابية يقوم بها المحتجون عليه وأن القاعدة تقف وراء تلك الأعمال وهي ادعاءات كاذبة لم يعد يصدقها أحد وقد أكد المتحدث باسم الأممالمتحدة أن النظام السوري لا يملك دليلا على أن القاعدة هي التي تقوم بتلك التفجيرات، وإن رأى المتحدث أن احتمال أن تكون هناك جماعات إرهابية تستغل الوضع في سوريا للقيام بتلك التفجيرات وغاب عنه أن النظام السوري هو المتورط فيها ليظهر بمظهر المقاوم للإرهاب ويعطي ما يقوم به من تنكيل بالشعب السوري غطِِاء شرعيا يحول دون إدانته وتجريمه. وعلى الرغم من ذلك كله إلا أن الشعب السوري مايزال مصرا على نضاله حريصا على تحرير نفسه من استعمار النظام له مواصلا مظاهراته ومسيراته التي تعم جميع المدن السورية غير آبه بما يبدو من خذلان المجتمع له مدركا أنه وحده هو القادر على تحقيق ما يتطلع إليه من حرية وتقرير مصير.