حذر إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ صلاح البدير من الغيبة والنميمة وعدم الاعتذار للناس في حال تقصيرهم، مشيرا إلى أن بعض الناس تجاوزوا في الغيبة والذم فلم يقنعوا بذنب العامة دون الخاصة والعلماء دون الجهلاء، وأن كلام الأقوام في بعضهم البعض لا يأبه له إلا إذا كان لعداوة أو مذهب أو غيره. وحذر من الانشغال بنشر المعايب وإظهار المثالب وتتبع العثرات والسقطات والكذب على الناس وذمهم لأجل النفس الأمارة بالسوء. وأضاف البدير «لا يردع السفيه إلا الحلم ولا يرد الجاهل إلا السكوت وإذا سكت عن الجاهل فقد أوسعته جوابا وأوجعته عقابا ولا راحة إلا في العفو والإغضاء وقد قيل في إغضائك راحة أعضائك ويقول الأحنف بن قيس ما عاداني أحد قط إلا أخذت في أمره ثلاث خصال إن كان أعلى مني عرفت قدره وإن كان دوني رفعت قدري عنه وإن كان نظيري صفحت عنه». ودعا الشيخ البدير إلى الحذر عما يباعد الناس عن بعضهم البعض وأن يبادروا بجمع شملهم والحذر مما يفرق جماعتهم. وحول مضامين الخطبة قالت المحاضرة بقسم علم النفس بجامعة طيبة الدكتورة عهود ربيع الرحيلي إن جزءا كبيرا من الراحة النفسية يأتي من خلال الالتزام بتعاليم الإسلام، فالتقوى والعدل وترك التدخل في شؤن الآخرين والاهتمام بالنفس يؤدي إلى الراحة النفسية وبذلك يعيش الإنسان عيشة كريمة وتجده دائما مشغولا بنفسه مبتسما ضحوكا يحمل للآخرين الود، لكن الإنسان إذا ترك الاشتغال بنفسه واشتغل بغيره وبدأ في المنافسة غير الشريفة وتتبع عورات الناس والسعي خلف مثالبهم مرضت نفسه وأصبح طول وقته متأففا لا يهنأ له نوم ولا راحة، وبالتالي تجد الغالبية من هذا الصنف يراجع العيادات النفسية حيث إن الصراعات المستمرة تولد له الكثير من التعب النفسي. وفي سياق متصل، قال محمد الشريف إن الخطبة ركزت على مثل عليا وسامية متى ما اتبعها الإنسان انعكست على سلوكه ومن ذلك الاشتغال بالنفس، فالكثير منا أصبح ينظر إلى غيره ولا ينظر إلى نفسه ولذلك يتولد الحسد والغيبة والنميمة والإيقاع بين الناس.