حذر إمام وخطيب المسجد الحرام في مكةالمكرمة فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن حميد المسلمين من الغيبة، وأن تكون أعراض الناس فاكهة مجالسهم ولحوم الناس موائد المنتديات، وقال: «الغيبة أسرع في دين المسلم من الأكلة بالأجساد». وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها في المسجد الحرام أمس: «الغيبة من كبائر الذنوب وكبائر الذنوب لا تكفرها الحسنات من الصلاة والصيام والصدقة وسائر القربات بل لابد من الإقلاع والندم والتوبة النصوح واستحلال من وقع في عرضه والغيبة يتضاعف خطرها إذا تضاعف أثرها وبحسب حال المغتاب فكلما كان العبد أعظم إيمانا وأظهر صلاحا كان اغتيابه أشد». ونصح الشيخ ابن حميد المغتاب «لو حاسب المغتاب نفسه حقا لعلم أن ما هو واقع فيه قد أهلك به نفسه وأهلك جلساءه إن لم ينهوه وينصحوه وينكروا عليه فالمستمع شريك والمقر شريك فيجب الإنكار والتوبة والتناصح والذب عن أعراض المؤمنين ومن رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة فمن تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته فضحه ولو في جوف بيته وإذا ظهرت الغيبة ارتفعت الأخوة في الله». وبين إمام وخطيب المسجد الحرام أنواع الغيبة وصيغها «الغيبة تكون بالقول والفعل والوصف والحركات والإشارات والرموز باليد وباللسان والعين والإصبع غمزا وهمزا ولمزا بل الأشد والأنكى أنها لا تحصر في طريقة ولا تنحصر في أسلوب ولكنها ترجع إلى بواعث النفوس وأساليب المبتلين بها عياذا بالله، فقد يخرجها المغتاب في قالب التدين والصلاح والعفاف والورع فتراه يقول فلانا غفر الله لنا وله فيه كذا وكذا لعل الله أن يعافيه، أو يخرجها بصفة التعجب فيقول كيف يفعل فلان كذا وإني أستغفر الله كيف يفعل فلان كذا ومنهم من يفعلها بأسلوب التحسر وإظهار المحبة والشفقة فيقول لقد أغمني حال فلان وإني مشفق على أخينا لما فعل من كذا وكذا عافانا الله وإياه . وقال «الغيبة ليس لطرائقها حد ولا لأبوابها سد». وأشار ابن حميد في خطبته «من أجل إدراك عظم البلاء فليتم النظر في ما يخوض فيه المتخوضون في شبكات المعلومات ففي ذلك شيء كثير من نشر معايب الناس ومثالب أهل الفضل والصلاح». وفي المدينةالمنورة أوضح فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح البدير أن الأمم تتقلب في أطوار وأطباق ما بين عزة وذلة وكثرة وقلة وغنى وفقر وعلم وصناعة وجهل وإضاعة وأحوال متقلبة مشاعة والأمة الواعية مهما عانت من ضراء أو عالجت من بلاء أو كابدت من كيد أعداء فإنها سرعان ما تفيق من غفلتها وتصحو من رقدتها وتقوم من نكبتها فتقيم المائل وتقوم الحائد وترتق الفتق وترقع الوهى والخرق لتعود عزيزة الجانب لا يتجاسر عليها غادر ولا ينالها عدو ماكر، وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها في المسجد النبوي «الأمة اليوم تمر بأحرج مواقفها وأصعب ظروفها وأشد خطوبها العنف يتفجر في أراضيها والفتن تدور في نواحيها تشتت نظامها». ومضى الشيخ البدير «متى تفرقت الأهواء وتباينت الآراء وتنافرت القلوب واختلفت الألسن وقع الخطر بأكمله وجثم العدو بكلكله»، مبينا أنه على الأمة أن تعيد صياغة الحياة في بلادها وفق رسالة الإسلام وأن تسعى لإصلاح أوضاعها إصلاحا شاملا كاملا عقديا وأخلاقيا وسلوكيا واجتماعيا واقتصاديا وسياسيا حتى لا تتحول جهودها في مواجهة التحديات والمؤامرات سلسلة من الذل والإحباطات والصدمات والانتكاسات.