.. لقد احتار أخي الأستاذ حمد القاضي عما يكتب من مميزات كان يتمتع بها معالي الدكتور غازي القصيبي إذ يقول: لم أحتر في حديثي كما احترت وأنا أرغب في الكتابة عن د. غازي القصيبي رحمه الله، لقد تساءلت في نفسي: عن ماذا أكتب وماذا أدع، فبعض الرجال تحتار عندما تريد أن تتحدث عنه لوفرة جوانب حياته وعطائه كما يقول أحمد حسن الزيات من هنا سكنتني الحيرة لكن سأقصر حديثي عن الجانب الإنساني في حياة وعطاء د. القصيبي بوصفه بتقديري هو (مفتاح شخصية الراحل)، وبوصف هذا الجانب لم يكن الراحل يحب التطرق إليه حديثا أو تأليفا أو إعلانا. وقبل ذلك لابد أن أقف وقفات سريعة عند جوانبه الأخرى). وبعد أن يتحدث بإيجاز عنها يأتي إلى الجانب الإنساني فيقول: هذا الرجل الذي طالما سمعنا وقرأنا عن قراراته القوية عندما يرى خطأ أو يصدر قرارا من أجل مصلحة العمل والوطن، هذا الجانب الإداري الحازم يقابله جانب إنساني تؤطره الرحمة، بل ويغلب عليه الضعف أحياناً، وبخاصة تجاه فئة من الناس كالمرضى والمحتاجين أو من هم أقل منه مركزا إداريا أو ماليا. روى لي معالي الصديق د. عبد الواحد الحميد نائبه بوزارة العمل مواقف مؤثرة تتخضب بالوهج الإنساني سواء مع المراجعين، أو مع الموظفين وصغارهم تحديدا، فمع المراجعين فإن هذا الرجل القوي يضعف عندما يأتيه رجل كبير في السن أو أي شخص تبدو عليه سيماء الضعف فتجده يوافق على ما يطلبه من تأشيرة أو غيرها دون أن يتأكد من حاجة هذا الشخص لما طلبه فهو يغلب جانب الصدق في طالب الخدمة وجانب الرحمة في قلبه كمسؤول. أما مع الموظفين فهو رغم مسؤولياته يتفقد أحوالهم وأحوال أسرهم ويعايد كل موظف بكرت عليه توقيعه، بل إنه يرى أن الجانب الإنساني في حياة من يعمل لديه فوق النظام أو بالأحرى يطوع مرونة النظام لمراعاة المنحى الإنساني. ثم يختم الكتاب بنماذج من شعره الذي يجسد إنسانيته وسجاياه وبخاصة قصائده التي تتألق (بوهج) إنساني بالغ التأثير صادق الإيثار.. رحم الله الرجل الكبير بما قدم وبإنسانيته السامية د.غازي القصيبي وتحية لأخي الأستاذ حمد القاضي على ما قدم للقارىء وشكرا على إهدائه الكريم. آية : ( يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا) الأحزاب. وحديث :« الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف »، رواه البخاري .. شعر نابض : من شعر د. غازي القصيبي : وإن سهرت مقلة في الظلام رأيت من المروءة أن أسهرا للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة