المطلع على حياة الناس، يجدها مختلفة ما بين ماض كانت فيه الحياة الاجتماعية أكثر صلة في ما بين الناس خاصة في التقاليد المتبعة في حفلات الزواج، حيث كان للجيران في الحواري القديمة بصمة في مساعدة الشاب المقبل على الزواج، في فتح أبواب البيوت لهذا المحتفل، ولكن في الوقت الحالي، نسي بعض الناس هذه التقاليد، وبدأوا الاتجاه إلى صالات الأفراح بدلا من البيوت في الحارات. ولا أنسى هنا ما كان يميز المركاز في الحارة القديمة الذي كان له دور كبير في حل كل المشاكل التي تعترض السكان والأهالي، والتدخل في حل المشاكل الأسرية، وكان المركاز يضم عددا كبيرا من أعيان الحارة وكبارها بالإضافة إلى العمدة، وكان هذا المجلس المصغر في الحارة، يتولى كل تلك المشكلات التي كانت تعترض أي أحد، بالإضافة إلى النظر في مساعدة المحتاجين من سكان الحارة بما فيهم الأرامل والأيتام وذوي الحاجات العاجلة أو الملحة. في عصرنا الحالي، افتقدنا هذه العناصر في حياتنا، لم يعد هناك دور لسكان الحارة أو أعيانها كما كان في السابق، حيث غلف الأسمنت كل هذه العادات الجميلة الأصيلة التي كانت سائدة بين الناس. ولذلك أقول للجيل الحالي: يا جماعة الخير، كلما توطدت الصلة بين الناس فإن المحبة تظل سائدة ومسيطرة مهما حدث من تداعيات، وعلينا أن نتواصل بالزيارات بدلا من الاكتفاء بالاتصالات كما هو سائد اليوم، وعلينا أن نعود إلى الكبار والأعيان، فهم الأقدر بطبيعة الحال، وبحكم خبراتهم الطويلة في الحياة على حل كافة الإشكالات التي تحدث خصوصا الأسرية منها، وأضمن لكم الحلول على أيديهم، وأضمن لكم الأخذ بأيديكم إلى مناح أكثر سهولة ويسرا وراحة.