تفوح روائح العشوائية في سوق النكاسة الشهير الذي تحول إلى معلم سياحي يحرص كثير من زوار مكةالمكرمة على زيارته، حيث يتعايش أبناء الجالية البرماوية في هذا السوق مع المجتمع المحلي وينصهرون فيه بطريقة غريبة، لدرجة أن لغة التخاطب السائدة فيه هي (اللهجة المكاوية). ورغم تلك العشوائية التي تحكم سيطرتها على السوق إلا أن الزبائن يتهافتون عليه، لا سيما القادمين من خارج مكةالمكرمة من الزوار والمعتمرين، إذ يرون التبضع فيه والترجل في أزقته متعة حقيقة. «عكاظ» رصدت أمس حي النكاسة في العاصمة المقدسة التي أغلقته عمالة وافدة معظمهم من الجاليات البرماوية، وذلك من أجل أن ينفردوا بالسيطرة على الخضار والفواكه والأسماك واللحوم والدجاج التي معظمها تالفة وغير صالحة للاستعمال الآدمي، وسط متابعة مستمرة للبلدية التابعة للحي، حيث تم رصد أكثر من 20 محلا من دون تصريح من البلدية يقوم ببيع وذبح الدجاج الحي مع غياب النظافة العامة، كما تم رصد باعة التنبول المتجولين. وأوضح أحمد محمد نور -أحد مرتادي سوق الجاليات البرماوية- أنه أتى إلى هنا من أجل أن يقضي بعض لوازم بيته من خضار وفواكه لأن سعرها أرخص من أسعار المحلات خارج منطقة النكاسة، موكدا أنه يرتاد السوق في كل أسبوع من يوم الجمعة ويقضي ما يكفيه وأسرته لفترة أسبوع كامل بمبلغ رمزي. وفي السياق ذاته، ذكر نور عبدالحميد أنه أتى لشراء بعض اللحوم والأسماك من أجل أن يطعم ضيوفه القادمين له اليوم، وحين سؤال «عكاظ» له أن هذه اللحوم والأسماك فاسدة ورائحتها متعفنة، كيف تأكلونها؟ قال «إن النار تعقم كل شيء». وأشار محمد شكري -صاحب بسطة داخل السوق- إلى أن النكاسة كل شيء فيها طازج وبسعر مغرٍ، مبينا أنه يقوم بتوريد جميع الخضار والفواكه لزبائنه بشكل يومي. وبين مصدر مسؤول في بلدية المسفلة أن هناك جولات ميدانية يومية للبلدية على سوق النكاسة خلال الفترة الصباحية والمسائية، مشيرا إلى أن ظاهرة الباعة المتجولين والمتخلفين في المنطقة العشوائية تحد من عدم السيطرة على المنطقة رغم جهود مساندة بلدية العاصمة المقدسة والشرطة.