استطاع خالد الفيصل الذي يبدو شابا منتصرا على السنين.. والذي استيقظ عنده من جديد هاجس الشباب ورعايته.. وتبنى استحلاب قدرات المبدعين وتسخير طاقات الشباب وتوجيهها نحو المشاركة الإيجابية في صناعة القرار.. وفي ترجمة الأقوال إلى أفعال تسهم بجدية في بناء النهضة.. فالشباب في كل أمة هم محور الارتكاز وهم وقودها الذي يشعل ويؤجج نار الحيوية والقدرة على استيعاب كل طموحات الأمة. أعتقد أننا بحاجة إلى طرح سؤال عاجل وضرورى.. يستقصي حقيقة رعاية الشباب.. وماذا صنعوا للشباب.. لقد كانت السمة الطاغية هي العناية بالرياضة وتستأثر كرة القدم بنصيب الأسد من ذلك الاهتمام.. أما الشباب والبرامج الرعوية والتربوية فهي تطمح إلى تحفز الهمم وتعنى بتفتيق القدرات في مهد الشباب.. تلتقطهم من بداية الطريق من خلال العناية بالرياضة في المدارس وإشاعة القاعدة التي تقول العقل السليم في الجسم السليم. يأتي ملتقى شباب منطقة مكة ليشكل انتفاضة وخروجا على التكلس الذي أصاب الرعاية.. مع أنه بنظرة موضوعية نجد أن الدولة أنفقت الكثير والكثير، ولكن نصيب الشباب كان نزرا يسيرا.. ولعلي أكون أكثر وضوحا وأقول إن الوجه الجديد الذي أشرق من جديد من خلال هذا الملتقى قد خطا خطوات بالغة التقدم.. وخاصة بعد فتح المجال أمام طلاب وطالبات الجامعات.. حيث تتسع دائرة التنافس وتكبر مجالات الرعاية وإشاعة روح الإبداع في مجالات شتى.. ثقافية وفنية ورياضية واجتماعية وكشفية في حراك كشفت إرهاصاته في المرات السابقة وإن كانت عفوية إلا أنها سكبت في قناعات الكثيرين أن هناك جهودا مبذولة على قدم وساق من أجل احتواء الشباب في مرحلة سنية متقدمة.. وتسييجهم من أجل أن يقفوا في اقتدار وفي فهم ووعي يجعلهم يدركون الضار من النافع والغث من السمين.. وخروجا من قفص الرياضة في الأندية إلى إعادة أحياء دور الرياضة والشباب ورعايتهم وفتح آفاق ومضامير تنطلق من خلالها إمكاناتهم في مجالات الرياضة والإبداع الفني والتصوير والمسرح والشعر والعناية بكتاب الله والسيرة النبوية العاطرة والسير التي تعكس ملامح الخالدين من أبناء الأمة الإسلامية كرموز يجب الاحتذاء والاقتداء بهم. والمشروع.. مشروع ملتقى الشباب من حيث هو مشروع كبير في أهدافه ومنطلقاته ويحتاج إلى تنمية كبيرة لمصادر الدخل.. ولأسباب وبواعث العمل المشترك من خلال التربويين والقياديين والمفكرين لإثراء هذه التجربة الجديدة ودعمها حتى تحقق أهدافها وتعالج السقيم من الأخطاء التي واكبت الرعاية في الماضي حتى اليوم. والاستثمار في الشباب جدير بأن يحقق مكاسب ليست عادية وإنما تتجاوز الحد الذي يخطر على بال الكثيرين إلى تحقيق رؤى جديدة وواقع جديد يفيض بتفجير طاقات الشباب واستثمارها في المفيد والمجدي مما يشغل أوقات الشباب ويلتقطهم من السآمة والملل إلى ميادين القدرة والفعل الإيجابى ويحميهم من السقوط في مستنقعات الرذيلة ويصونهم في هذا الوقت الذي كثرت فيه الفتن والإغراءات التي لا حد لها من أجل الغواية وتضليل الشباب وتفريغ قدراتهم من الفعل الإيجابي إلى السلبي.. لعل هذا وحده مؤشر يكفي لأن يفتح أمامنا آفاق التفاؤل في أن يجد شبابنا وشاباتنا الميادين النقية التي تسمح باستغلال إمكاناتهم وطاقاتهم وهواياتهم لتولد إبداعا وعملا وعلما ونصنع منهم لبنات المستقبل الكريم.. ولعل الفرق بين الواقع وما نتمنى يجسد الحاجة إلى وزارة للشباب تكون مسؤولة عن تحقيق هذه الطموحات ورعايتها.. وحسبى الله ونعم الوكيل. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 132 مسافة ثم الرسالة