كلمح البصر وهي أسرع سنوات مرت.. سنوات الغياث ولكنها كانت حقلا لزمان حفل بالإنجازات الكبيرة وبالمشاريع الجبارة التي أرست معالم النهضة وغطت كافة جوانب الحياة وفجرت طاقات عدة، انعكس كل ذلك على أسلوب حياة مواطني هذا البلد، حراكا وفعلا وتدفقات أسهمت في انتعاش الاقتصاد وارتقاء مستوى دخل الفرد.. ونجحت في توفير معطيات الحياة الكريمة لشعب كرمه الله بأن يعيش تحت سماء هذه الأرض المباركة وعلى أرضها.. وزاد في هذا الفضل أن قيض عبدالله بن عبدالعزيز في هذه السنوات التي اشرأبت أعناق أيامها بالخير والبركة وارتفاع وتيرة الاجتهاد في رفعتها وإعلاء مكانتها بين دول العالم.. مما أعاد لها هيبتها وسمعتها وعزز الثقة في كلمة مسؤوليها وتعهداتهم، ونجح القائد في أن يجنبنا كل منحنيات الخطر وتفجرات الأحداث التي لم ينج منها أحد وخاصة في العالم المحيط بنا. التاريخ لا يحفل إلا بمن يغيرون وجهه : ويجمع خبراء التاريخ ومن يستقرئونه في تحديد ملامح الرجال الذين يؤثرون في الواقع المعاش لبلادهم، والتاريخ لا يحفل بالأشخاص قدر احتفائه بمواقفهم التي يقف أمامها إجلالا واحتراما.. وهي الميزان الذي من خلاله تقاس عظمة الرجال ومدى إيجابية ديناميكية الفعل لديهم.. من هنا يتكون رصيد الشخصية في بنك التاريخ، وملك في هامة وحجم وقامة عبدالله بن عبدالعزيز يفخر بأنه لا ينام إلا وقد اطمأن على الحالة في جميع مناطق البلاد التي تسكن قلبه ووجدانه.. ولعل ما تدفق من مشاعر صادقة وعفوية فرشت الأرض مهدا ووردا وحبا، كانت آيات من التعبير الصادق الذي رسم حقيقة الحب المتبادل بين القائد وشعبه، بل إن تلك المشاعر على اتساع مساحتها لن تقوى على إيصال حقيقة ما يعمر القلوب من رغبة في ترجمة ما يدور في خلد المواطن شيخا وشيخة، شابا وشابة، طفلا وطفلة. إن هذه المنظومة الراقية في مدارج الإنسانية ما كان لها أن تكون لولا أن وجدت في عبدالله بن عبدالعزيز الرجل الذى يستحق أن يكون قائدها، وهي تجتهد في أن تمتلك ناصية التعبير، لا لتكافئه وإنما لتؤدي أمانة حق الشكر والاعتراف والامتنان بفضل الله على هذا البلد الذي ارتفع بهذا القائد سموا ورفعة وشموخا. الإنجازات التي تحققت في هذا العهد: أعتقد أننا طالما اتفقنا ويكاد اتفاقنا هذا يصل إلى درجة الإجماع على أهمية الإسراع إلى مستقبل جديد وواعد، تحت قيادة هذا الرجل الأمين على العهد، الصادق في الوعد الذي بدأت إرهاصاته منذ تولى سدة الحكم وفجر طاقة الحلم الصادق الذي عبر في صراحة وصدق وشفافية عن أنه اختزل به كل أمانى وآمال هذا الشعب، ونجح في صياغة البنية الأساسية لمستقبل هذا الوطن سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وفكريا، الأمر الذي لا أجد معه حرجا أن أقول إن معطيات الواقع الراهن وضعتنا في قمة الهرم أمانا وأمنا وازدهارا.. فمن حيث الأمان وقانا بفضل الله ثم بفضل حنكته السياسية وإيمانه بربه من ويلات التصدع والانقسامات، مما نشهده من حولنا من فتن يشيب لها الوليد، ولعل الاستقرار الذي ننعم به ونعيشه والذي كان بيئة خصبة للحراك الاقتصادي وللعمل المخلص الجاد في شتى ميادين العمل مما أثرى رصيدنا ومخزوننا، الذي يؤكد تفوقنا على من حولنا على الذين لم يسلموا من انهيارات مالية واقتصادية، بل وأكثر من ذلك انهيار الأمن والأمان، مما جعلهم نهبا للمخاوف والقتل والسلب وإشاعة الظلم والافتقار إلى الحياة الآمنة المطمئنة. ولعل أبرز سمات الأمان أننا استطعنا بفضل الله وحوله وقوته ثم بفضل العين الساهرة أن نقف في وجه كل تلك الهجمات الإرهابية التي استهدفتنا لتضرب كياننا وتضرب وحدتنا، مما عزز الثقة فينا وفي قيادتنا، بل وتحقق أكثر من ذلك، إذ نجحنا في أن نستحوذ على قناعات العالم الغربي الذي لم يجد حرجا في أن يعبر عن إعجابه بما تحقق من رقي بالسياسة الأمنية في المملكة والتي واجهنا بها الإرهاب. سنوات الغياث والممعن في المستوى المعيشي للمملكة خلال هذا العهد الزاهر لا يصدق بأن ما تحقق من إنجازات كبيرة من مدن اقتصادية تفتح أوعية للاستثمار الأجنبي، الذي من شأنه أن يضيف روافد مالية تعزز اقتصادنا وتفتح الآفاق أمام تطور الصناعة والإنتاج، ولعل ما حدث في رابغ وفي جيزان وفي حائل وفي الشرقية كلها بؤر مشعة تعكس جوانب الخير وسمات مستقبل يعانق أحلام شباب هذا الوطن. وأبرز ما يميز هذه الفترة هو تعزيز الثقة في التعامل الدولي من خلال احترام الشعوب ومن خلال ما انتهجه (حفظه الله) من حوار بناء وهادف مع العالم على مختلف جنسياته ودياناته، الأمر الذي كان له الأثر الإيجابي الكبير لتقبلنا.. وعرف العالم واكتسب قناعة بأن الإسلام دين حضارة ودين ثقافة ودين أعطى للإنسان مكانة لم يعطها له أحد من قبل. الجامعات نوافذ أشرقت في سماء هذا البلد وسيظل التاريخ حفيا بالإنجازات العلمية الكبيرة، جامعة الملك عبدالله في ثول وجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن في الرياض ذات السمات التي لم يسبق إليها أحد من قبل بشهادة المنصفين من جهابذة العلم والمعرفة في العالم... أحسب أن هذا جهد المقل وقليل من الكثير الذي من حق هذا القائد أن يناله.. وكفى به تواضعا وقدرا كلماته الصادقة العفوية النابضة بالإيمان والحب والشفافية. رعاه الله وأعانه ومكنه من أن يمضي قدما يقود القافلة وهو في صحة وعافية واقتدار.. وحسبي الله ونعم الوكيل. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 132 مسافة ثم الرسالة